مفهوم الواجب الأخلاقي عند ماركوس أوريليوس من النظرية إلى التطبيق

الملخص AR

موضوع البحث هو "مفهوم الواجب الأخلاقي عند ماركوس أوريليوس- من النظرية إلى التطبيق".

و نعلم أن الإمبراطور ماركوس أوريليوس أنطونيوس (121- 180م) من أشهر فلاسفة الرواقية الرومانية و كان له آراء فلسفية عن الواجب الأخلاقي الذي يتطلب الفعل و ليس القول فقط بالأحرى تلازم النظرية و التطبيق.

فالحياة الفاضلة التي ينبغي على الحكيم أن يسعى إليها هى تلك التى تحدد واجب الإنسان أى ما ينبغي عليه عمله على أساس قانون الطبيعة العقل الكوني الكلي.

فقد أتاحت الظروف لماركوس أن يكون إمبراطورا على روما (161-180م) و كانت فترة حكمه مليئة بالكوارث و الاضطرابات و التحديات و مع ذلك كان نموذجا لفيلسوف رواقي تمكن إلى حد كبير من تطبيق مبادئه الأخلاقية ولاسيما واجبه الذي كان ينظر إليه كغاية قصوى بحيث يمكن القول إن الأحداث التي أحاطت بماركوس و سلوك الانضباط في تطبيق مبادئه الأخلاقية و آرائه الفلسفية قد ميزه عن غيره من فلاسفة الرواقية.

فبمجهوده الإيثاري لحماية الإمبراطورية الرومانية حول القدر إلى قوة إيجابية بعناية فائقة.

و نجد في تأملات ماركوس ما يؤكد ذلك كقوله: "واجبك أن تجمع بين النظر و العمل"(10-9) و أيضا" في تطبيقك لمبادئك كن كالملاكم لا المجالد" (12-9) فقد أرسى ماركوس في فلسفته أنه ليس فقط بالتأملات و الممارسات الدينية تدار البلاد و لكن بالعمل الدؤوب لجعل مؤسسات الإمبراطورية جيدة لخدمة المواطنين فرسخ قيمة العمل و التعاون و مراعاة الضمير و النقد و التحكم الذاتي في إطار حرص الإنسان على أداء و اجبه.

لما له من آثار إيجابية على نهضة المجتمع وقيمه و خاصة إذا كان من أهتم به و حرص على إتقانه هو إمبراطور صديق للحكمة قدم من خلال إنجازاته أروع مثال لتلازم القول و الفعل علما بأن السلطة السياسية و السلطة الأخلاقية قد يصعب التقائهما معا تطبيقيا و من التناقض أنه في إطار الاتجاه العام للفكر الرواقي المادي القائل بمبدأ الحتمية الطبيعية حيث تكون مسألة الفضيلة و الرذيلة مسألة شخصية لا تأثير لها على الغير أما في ضوء الموقف الاجتماعي القائم على فكرة الواجب الأخلاقي يمكن أن يكون للصفات الأخلاقية لكل شخص تأثير واضح على الأخرين.