فلسفة الحياة اليومية عند ميشيل مافيسولى

الملخص AR

إن الممارسة الفلسفية هي وسيلة جديدة و فعالة للغاية لاستخدام الفلسفة في حل العديد من المشاكل اليومية و العالمية التي يواجهها الأشخاص المعاصرون فالعديد من المؤسسات الاجتماعية مستعدة لإعطاء الناس وصفات للعالم "الصحيح": و مع ذلك يتم تعلم كل هذه الوصفات "من الخارج" و ليس "من الداخل".

لذلك يشعر الكثير من الناس رغم هذه الوصفات بعدم الرضا عن الحياة و عن العمل ثم عن العلاقات الأسرية وربما مع الظروف الاجتماعية و السياسية للحياة بانعدام الرضا عن النفس.

المواقف الحدودية هي التي تدفع الشخص إلى مواجهة ذاته.

و إذا كان هدف الحياة هوالرضا عن النفس و الامتلاء بالوجود فما هي الأفكار التي لدينا حول هذا كيف نتخيل هذه الحياة السعيدة لحياتنا و ما الذي ينقصنا (فينا و ليس في الخارج) و لماذا لا يمكن أن نكون سعداء هنا و الآن لكننا نعيش و نؤجل رفاهيتنا إلى وقت لاحق.

وهنا تساعد النصوص الفلسفية المليئة بالأفكار المكتملة في حل هذه الأسئلة و العديد من المسائل الأخرى المتعلقة بالحياة.

و تعد الحياة اليومية موضوعا ذا أهمية للفهم الاجتماعي عند ميشيل مافيسولى حيث يرى أنه في ظل العولمة يميل الناس إلى التجمع من أجل البقاء في المدن الكبرى.

و يركز على تحليل الحياة اليومية و العلاقات بين الموجودات البشرية التى بطبيعتها تميل إلى العاطفة و يرى أن مهمة علم الاجتماع هي الانتباه إلى كل هذه السلوكيات الدقيقة و الشعور الذي يعطيه الأشخاص خاصة عندما يتعلق الأمر بالسلوكيات التي لها أهمية أنثروبولوجية و نفسية.

و يقدم مافيسولى تلخيصا اجتماعيا و نقاشا لنظرية ما بعد الحداثة حول قضايا "الألعاب اللغوية" و "التفسيرات الاجتماعية" و "شبكات الاتصال" و العودة إلى الفضاء الصغير للتفتيت و يتماشى نمط التفكير عند مافيسولى مع الكثير من أفكار ما بعد البنيوية.

و يهدف مافيسولى إلى تكوين مجموعات صغيرة أشبه بالنادي الفلسفي تعتمد على مجموعة متنوعة من الظواهر الاجتماعية الهامة لفهم الواقع اليومي و تحليله و هوعصر المجتمعات التعددية "المتخيلة" التي تتشكل و تتصلب في تقلب مستمر.

وفي الوقت نفسه فإنه علم اجتماع للحياة اليومية و مفاهيمها الأساسية عن المشاركة الاجتماعية و "الروحانية الباطنية".

غير أن مافيسولى يتحدث من منظور الثقافة الغربية و التى تعطى معنى للحياة من خلال رؤية الإنسان الغربى في العالم.