دور مواقع التواصل الاجتماعي في دعم وتكوين سلوك الأفراد: دراسة تحليلية نقدية مقارنة للدراسات العربية والأجنبية

الملخص AR

مواقع التواصل الاجتماعي أو الشبكات الاجتماعية مظهر من مظاهر الإعلام الجديد التي أصبحت مصدرا رئيسيا لجمع وتحليل وانتقاء المعلومات وإعادة نشرها بين المستخدمين، حيث أصبحت العديد من الوسائل الإعلامية التقليدية تعتمد على مستجدات هذه الوسائط وتزود منها بمعلومات دقيقة وذات مصداقية مباشرة من قلب الأحداث وعن طريق المواطن الذي أصبح المراسل للعديد من الوسائل الإعلامية، لذا لابد من عدم إغفال تأثير هذه الشبكات في المجتمع على كافة الشرائح العمرية خاصة فئة الشباب الذي يعد شريان حياة المجتمعات وسبب تطورها وازدهارها ورقيها.

مشكلة الدراسة: باتت من الثابت أن لمواقع التواصل الاجتماعي أثرا كبيرا في إحداث تغيير في المجتمعات العربية، وأن كانت لا تعد العامل الوحيد أو الأساسي في عملية التغيير إلا أنها عامل مساعد وحافر لتجميع الأفراد، ومن ثم تتشكل مجموعات وجماعات تتاح أمامهم فرصة التواصل بشكل يومي ولساعات عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يتيح الفرصة لتشكيل الوعي والإدراك بمحيطهم الاجتماعي الصغير والكبير، ومن ثم يبدأ الأفراد في الدخول إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة تشكيل الاتجاهات وتكوين الآراء بناء على المتابعة الدورية واليومية للأحداث، ويصبح لدى الأفراد القدرة على القبول والرفض لأسباب تتفق مع قناعتهم.

وبناء علي ما سبق ستتناول الباحثة في هذه الدراسة "إشكالية: الاحتياج الذي تشبعه وسائل التواصل الافتراضية أكثر من التواصل الاجتماعي التقليدي، وما إذا كان هذا التواصل كاف لإشباع هذه الحاجة الإنسانية، أم أنه يصيب الإنسان بأمراض أخرى تجعله غير قادر على مواصلة التواصل الطبيعي والضروري مع محيطه، من ناحية وتعطيه جرعات عالية من الرضى الزائف اجتماعيا بما يحوله إلى كائن افتراضي أكثر منه كائنا اجتماعيا، أم أن هذه مجرد تخوفات من الجديد وأن هذه الوسائل الافتراضية هي أدوات تيسيرية مثلها مثل الهواتف والسيارات، تدعم سلوك الإنسان وتطوره.