دور الحملات الإعلامية الصحية في التأثير على السلوكيات الوقائية للأسرة السعودية : دراسة مسحية

الملخص AR

تشير نتائج الدراسات و الأدبيات التي تطرقت لتخطيط الحملات الاجتماعية و تسويقها إلى أن ثمة عوامل و متغيرات عديدة ربما تحول دون تحقيق كثير من هذه الحملات لأهدافها و تأثيراتها المتوقعة.

وفي هذا الإطار فقد سعت هذه الدراسة إلى معرفة تأثير أحد الحملات الإعلامية الصحية التي تقوم بها وزارة الصحة على السلوكيات الوقائية للأسرة السعودية و كذلك رصد وتوصيف الحملات التي قدمتها وزارة الصحة خلال نهاية 2015 وبداية 2016 و تحليلها كما تناولت هذه الدراسة العلاقة بين المفاهيم المرتبطة بالحملات الإعلامية الصحية و حاولت معرفة إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الحملات الصحية عموما على السلوك و ذلك من خلال دراسة ميدانية على عينة من الجمهور في مدينة الرياض مقدارها 50 مفردة لمعرفة مدى تأثير الحملة الوطنية للتوعية بمرض السكري في ضوء نظرية المعرفة الاجتماعية لباندورا و نموذج المعتقد الصحي و باستخدام أداة الإستبانة.

و كذلك تم تحليل وثائق ست حملات قامت بها الوزارة في الفترة المذكورة.

وتوصلت نتائج الدراسة إلى مجموعة مهمة من المؤشرات على المستويين التحليلي و الميداني.

أولا بالنسبة لنتائج تحليل الحملات و الذي تناول استراتيجياتها الاتصالية فقد أتى الإعلام الاجتماعي كأبرز قناة لنشر رسائل الحملات الصحية يليه المطبوعات ووسائل الاتصال الشخصي كالمنشورات وغيرها و الندوات وورش العمل ثم الإذاعة و التلفزيون ومواقع الآنترنت و الملتقيات و الفعاليات الخاصة ثم الخط الساخن و المهرجانات و ظهرت أقل نسبة لإعلانات الشوارع و إعلانات الإنترنت.

ترأست الأدوات الرقمية متمثلة في الهاشتاق و الانفوجرافيك أدوات نشر الرسائل يليها إعلانات الصور و الفيديو و أتت أقل نسبة للإعلانات الصوتية و الرسائل القصيرة.

كما أظهرت الدراسة قصورفي ناحية التقييم و عدم استخدام نظرية سلوكية عند تصميم الحملة.

ثانيا بالنسبة لنتائج الدراسة الميدانية فقد توصلت الدراسة إلى أن الفئة (16-24) ظهرت كأقل الفئات العمرية في مستوى السلوك الصحي و ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي كأبرز قنوات تلقي الرسالة الصحية و خصوصا تويتر حيث ظهرت وسائل الإعلام التي يتابعها المبحوثين بالترتيب التالي: وسائل التواصل الاجتماعي – قنوات تلفزيونية فضائية – الصحف الإلكترونية – الصحف المطبوعة – الإذاعة – و التلفزيون المحلي في نهاية القائمة.

حققت الحملة نسبة وصول عالية هي 86% و نسبة تعرض قدرها 54.5% تم قياسهما عن طريق قياس الوعي المستحث.

و كان مستوى المعرفة مرتفع و مرتبط بالتعرض و بشكل عام أدت جهود التوعية بالسكري دور فاعل في بناء تصور لدى الجمهور حول نمط الحياة الواقي من الأمراض و الثقة الاعتبارية بالتغيير و الاهتمام الشخصي و بدرجة كبيرة.

وجود علاقة بين درجة التعرض للحملة و ممارسة السلوك الصحي دل على نجاح الحملة الوطنية للتوعية بمرض السكري في التأثير على السلوكيات الوقائية للأسرة السعودية.

أشارت النتائج عدم وجود درجة عالية من الرضا عن حملات السكري التي تقوم بها الوزارة لكن بالمقابل هناك تقدير عال لجهود الوزارة في التوعية هذا المرض.

في خاتمتها قدمت الدراسة توصياتها التي كان أبرزها أن يلتزم القائمون على الحملات بالعناصر الأربعة المحددة لمفهوم الحملة الإعلامية وهي أن تكون نشاطا استراتيجيا و منظما مصمما للحصول على مخرجات و نتائج محددة و تركز على عدد كبير من الأفراد مع تاريخ بداية و نهاية محددين و بناء تصميم الحملة على أساس أهداف ذكية و نظرية سلوكية محددة وان يستخدم الإعلام الجماهيري بشكل أقوى مع التشديد على على أهمية التقييم بانواعه.

و وصت الدراسة بالاهتمام بتقييم الحملات الإعلامية الصحية المحلية لفتح الباب للقيام بدراسات تحليل التحاليل الإحصائية (Meta-analysis) و الريادة خليجيا و عربيا في هذا المجال.