الإمام الشوكاني : دراسة في حياته و آثاره

الملخص AR

فهذه دراسة بسيطة أضعها بين يدي الباحثين و المثقفين و المهتمين بتاريخ أمتهم المجيد و تراثها الغني نذكر فيها سيرة تلك الشخصية الفذة الأصيلة بمواهبها الغنية بفنون علمها و أقدم دراسة عن فكر هذا العلامة النادر المثال الذي وقف حياته مبدعا في ميادين العلم و المعرفة بمعناها الموسوعي و الثقافي الشامل المحيط.

إن الإمام محمد بن علي الشوكاني – رحمه الله تعالي – من الأئمة الأعلام المبرزين في القرن الثالث عشر الهجري فقد بذل حياته كلها لخدمة العلم و لا يشغله عنه أي أمر من الأمور وقد ابتدأ في طلب العلم منذ نعومة أظفاره و أقبل علي العلماء في عصره وفي بلده اليمن يواكب علي دروسهم و أكب علي كتب أهل العلم في فنون شتي يقرأها و يذاكرها حتي نال في وقت مبكر من عمره علوما كثيرة و فنونا مختلفة وقد مارس التدريس قبل سن العشرين و تصدر للإفتاء من نحو العشرين من عمره فما بعد ذلك و اجتهد رأيه اجتهادا مطلقا غير مقيد و هو دون الثلاثين و كانت مؤلفاته تربو علي [270] مائتين و سبعين كتابا و بحثا و رسالة وقد بارك الله  في أوقاته و عمله فاستفاد منه خلق كثير في حياته و لا زال طلاب العلم ينتفعون بمؤلفاته القيمة في التفسير و الحديث و الفقه و الأصول و العقيدة و التراجم و التربية وغير ذلك من فنون الشريعة.