ماهية السلطة و أبعادها : دراسة في الفكر السياسي المعاصر

الملخص AR

إن مفهوم السلطة قديم قدم اجتماع البشر معا، و إدراكهم أنه لابد من وجود هيئة عليا تكون مهمتها الأساسية تنظيم شؤونهم، و تحقيق مصالحهم لأن البشر إذا تركوا هكذا ربما تسود الفوضى، و يعم الفساد لأن كل شخص سوف تكون له طريقته الخاصة في تنظيم شؤونه، ووجهة نظره الخاصة في الطريقة التي يمكن أن تتحقق بها مصالحه، و عندما تتضارب هذه الطرق، و تتعارض وجهات النظر سوف تعم الفوضى التي يغيب معها كل نظام لذلك كان لابد من وجود السلطة بوصفها الأداة التي يكون بمقدورها التوفيق بين هذه الطرق المتضاربة، ووجهات النظر المتعارضة من خلال توحيد كل المواطنين حول المصالح الأساسية المشتركة التي لا غنى عنها لكي يحيا كل فرد حياة مرضية كريمة و من ثم كان من المهام الأساسية التي تقع على عاتق السلطة في أي مجتمع الفصل في النزاعات الناشئة من تعارض المصالح، و ذلك بوضع قوانين يخضع لها كل الأفراد في الدولة، و يكون الجميع أمامها متساوين حتى لا يطغى القوي على الضعيف، و حتى يتمكن الجميع من أن يحيوا حياة يسودها السلام و الاستقرار لأن هذا السلام و الاستقرار هو الذي سيمكن كل فرد من تحقيق ما يصبو إليه.