سمات عمارة المساجد الأثرية الباقية بساحل دولتي كينيا و تنزانيا خلال الفترة من القرن (8-13 ه 14-19 م)‎ : نماذج مختارة

الملخص AR

شهدت منطقة السهل الساحلي بشرق افريقيا نهضة حضارية بلغت أوج إزدهارها خلال القرنين (8-9ه/14-15م) ساهمت في بنائها التجارة البحرية فتكونت السلطنات الإسلامية و منها سلطنة كلوة-بتنزانيا حاليا- و التي بلغت حدا من الثروة و الثراء جراء سيطرتها علي تجارة الذهب و العاج فكان النشاط العمراني و المعماري أحد المظاهر الحضارية التي شهدتها المنطقة من و راء تلك الثروة فتوسعت حركة بناء المدن والمستوطنات و المراكز التجارية و استتبع ذلك النشاط المعماري إنشاء المباني الحجرية المتطورة و كانت المسجد أحد أبرز تلك المباني الحجرية التي شهدت عمارتها تطورا إنشائيا و معماريا.

ثم مالبثت أن طرأت علي المنطقة تغيرات سياسية سيطر فيها الغزو البرتغالي علي مقاليد الأمور مدة قرنين من الزمان حتي تمكن اليعاربة العمانيين من دحر ذلك الغزو عن الساحل و بدأ إزياد تواجد العنصر العربي من عمان و اليمن حتي قامت سلطنة زنجبار علي يد البوسعيديين الأمر الذي ساعد في دخول التأثيرات المعمارية و الفنية العربية علي عمارة الساحل و برزت ملامح تلك التأثيرات بعمارة المساجد.

وقد تميزت مساجد ساحل شرق افريقيا بسمات عامة أهمها وحدة الطراز المعماري و ظهور الطابع المحلي في العمارة مع التأثر ببعض ملامح العمارة العربية و التزام البساطة في التصميم المعماري و الزخرفي.

و تهدف هذه الورقة البحثية لتناول أهم سمات و ملامح المساجد الأثرية الباقية بساحل شرق أفريقيا بإعتبارها رمزا للمجتمع الإسلامي و النواة الأولي و المركزية في عمارة المدن والمستوطنات الإسلامية آنذاك و تتضمن ملامح سمات المساجد من حيث الطرز التخطيطية و عناصرها الإنشائية و المعمارية و المؤثرات و التأثيرات المختلفة التي طرأت عليها خلال فترة الدراسة و تحديد أهم السمات المميزة لها من الجانبين المعماري و الفني.