قراءة في المنجز النقدي (العمدة)‎ لابن رشيق المسيلي الجزائري

الملخص AR

يثير المبدع أحيانا قضايا من صميم الأنثروبولوجيا مثل قضية الجمال و الخير و الشر و الموت مثلا.

فهل يطرح وجهة نظره الخاصة أو وجهة نظر الجماعة الشعبية التي يكتب عنها ! خامر الباحث هذا السؤال و هو يهم بالكتابة عن نمط شعري شعبي محلي هو" الحوزي".

و لئن كان شعراء هذا النمط و موسيقيوه و مؤدوه يعبرون عن وجهة نظرهم الفردية فكيف نسوغ لأنفسنا الادعاء بأننا نتناول أنثروبولوجيا المجتمع أما إن كانوا يصفون المجتمع الذي يكتبون عنه فما الفرق بين عملهم و بين أي عمل إثنوغرافي آخر لعل هذا لب السؤال الذي طرحه الباحثان الفرنسيان جان جرفو بيير (Gerfaud Pierre Jean) و جان بول طورال (Jean paul Tourrel) و مؤداه كيفية تناول العمل الإبداعي الشعري الشعبي و الموضوع الأنثروبولوجي بالعنوان نفسه تأسيسا على ما سبق فإن الدارس في هذه الأسطر يسعى إلى تظهير مفهوم الحوزي و تاريخه نصا و أداء موسيقيا وذلك في مقاربة تأصيلية أنثروبولوجية.

و غير خفي أن هذا الفن الأصيل بنغماته و قصائده و طبوعه الموسيقية قد نشأ بمدينة تلمسان و ترعرع بأحوازها حتى تناقلته الأجيال المتلاحقة بغيرة متناهية من طريق المشافهة ثم التدوين ليصل إلى ما هو عليه اليوم.

المسعدي أحد هؤلاء الذين أغرتهم الأساطير فأقبل عليها في أكثر من نص وفي مراحل زمنية متقدمة مما أهله إلى أن يكون أحد رواد التوظيف الأسطوري ليس في الرواية التونسية فحسب بل في الأدب العربي و تشكل رواية السد أنضج نص تونسي وظف الأسطورة باقتدار و كشف عن الوجه الآخر في ثقافة المسعدي التي تشكلت من التأثر بالآداب الأجنبية و الأساطير القديمة إلى جانب الثقافة العربية التي كانت نقطة الانطلاق في الاطلاع على ثقافة الآخر و أدبه.

بنى أحداث النص على فكرة الخلق و أصبغ على بطله ملامح و أبعاد أسطورية سواء ما تعلق منها بالأفعال أو الصفات و طعمه بشخصيات أسطورية من العالم الآخر فماهي هذه الملامح وأين تكمن الأسطورة سواء على مستوى الأحداث أو الشخصيات.

يعتبر التراث ذاكرة جماعية للأمة يحوي في طياته دفقات إبداعية تنبض بالحس الجمالي الفني وقد أدرك المبدعون العرب هذا الأمر و أيقنوا أن لهذا التراث أثرا كبيرا في إثراء الثقافة العربية فاتجهوا إليه يستقون منه إبداعاتهم.

و الذي يعنينا نحن المسرح العربي في هذا العصر فقد جهد العديد من المسرحيين لتجديده عن طريق التأصيل باستلهام التراث العربي الإسلامي لاسيما الشعبي منه و الذي يجسده الحكواتي و المقلداتي و المداح و القوال و عبر (الحلقة) دراسة فنية للبحث في جمالية المحتويات الفلكلورية في المجموعة القصصية "عرس في الزنزانة" للقاص سعدي صباح باعتبارها وثيقة تحمل في طياتها موروثا شعبيا يمثل أهم سمات الشخصية الجزائرية من ثقافة وعادات و تقاليد و معتقدات و أعراف...

إلخ من حيث أنها خلفية اجتماعية نفسية أنتروبولوجية و لكونها تشكل شيئا من الدفاع عن هوية الشعب في مواجهة ثقافة العولمة التي تريد تعرية الشعوب من تاريخها الثقافي و هوية انتمائها.

يعد نزار قباني ذا أفق حداثي متفرد استطاع أن يؤسس مساره الحداثي المضاد و يورط الحداثات الأخرى و يضعها في مأزق بفعل الجماهيرية الشعبية التي اكتسبها من جهة و اللغة الشعرية الثالثة التي أسس لها من جهة أخرى.

كما خلق لحداثته الشعرية المضادة آليات تفعيل من واقع المجتمع فطالب بتحرر المرأة و الرجل معا إضافة إلى محاولة تفعيل التراث الخامل و بلورته وفقا للحياة الاجتماعية اليوم.

عالجت هذه الدراسة تجلي النزعة الإنسانية في شعر الرابطة القلمية التي كان و لا يزال لها أثرها في الأدب العربي الحديث عامة وفي الشعر بشكل خاص و قد مثل شعرهم ثورة فكرية و فنية حين حمل الرابطيون معهم إلى مهاجرهم أصولا أدبية مستمدة من تراثهم العربي أما قصائدهم فتغمرها سحابة من التشاؤم مصدرها الغربة و الحنين إلى الأوطان و لهم رؤى فلسفية للحياة و للغيبيات أما التجديد في أشعارهم فقد تجلى من حيث الشكل و المضمون كما حمل شعرهم رسالة إنسانية تنادي بحرية الشعوب وقد اتسمت قصائدهم بالوحدة العضوية : وحدة الموضوع و وحدة الجو النفسي أما صورهم الفنية فأغلبها مستمد من الطبيعة لغتهم تعبيرية موحية و توسلوا بالرمز أحيانا مما أضفي نوعا من الغموض على قصائدهم كما استمدوا بعض المعاني من التراث العربي القديم.

يعد السياق من المباحث التي اهتم بها الدارسون في القديم و الحديث فهو أحد القرائن الكبرى التي تكشف عن أغراض و مقاصد المتكلم.

و في هذا الإطار يأتي هذا المقال لبيان فاعلية السياق ووظيفته في الكشف عن الدلالات في مستوياتها الصوتية و الصرفية و النحوية في الخطاب القرآني أي أن اللفظ وحده في أي مستوى من المستويات اللسانية لا يمكن أن يكون موجها لدلالة الخطاب و كاشفا عن مقصد المتكلم إلا بالاعتماد على السياق إن الأدب المغربي كان و ما يزال يشكو من قلة الدراسات و البحوث المتعلقة به و بقضاياه العامة و النقدية بوجه خاص فمعظم الدراسات الموجودة لا تخرج عن نتاجات النقد العربي في المشرق و أعلامه من أمثال الجرجاني و ابن طباطبا و الجاحظ و غيرهم فتنوعت الدراسات حولهم و كثرت الموضوعات و لنقدهم بينما لم يحظ النقد الأدبي في المغرب العربي و أعلامه إلا بالنزر القليل و إن وجدت الدراسات فإن أصحابها ينعتون النقاد المغاربة بالتبعية المشرقية كما أن هناك من يرى أنه لا وجود لما يسمى بالنقد الأدبي في المغرب الإسلامي و ابن رشيق من النقاد الذين اتهموا ونعتوا بهذا الوصف أي بالتبعية للمشرق و قد كثرت المقولات خاصة حول مصنفه النقدي النظري "العمدة" مغفلين مؤلفاته الأخرى منه "أنموذج الزمان في شعراء القيروان" و "قراضة الذهب في نقد أشعار العرب".

تجيب الورقة البحثية المتواضعة عن آراء ابن رشيق و مجموع تصوراته في نقد الشعر لمعرفة مبلغ فطنته و حسه النقدي المرهف في دراسة كل ما يتصل بالشعر و مقدرته على التحليل و المناقشة و التفسير و إصدار الأحكام الموضوعية في هذا المجال الذي شغل النقاد قديما و حديثا خاصة وأنه استطاع أن يقدم إنجازات هامة لا يمكن إغفالها ساهمت في إثراء النقد العربي القديم من جهة و ساهمت في تعميق الوعي بقيمة الشعر و خصوصيته من جهة أخرى فأعطت هذه الإسهامات المتفردة في دفع حركة النقد المغربي القديم نحو النضج و التطور و استطاع أن يخلد اسمه في تاريخ النقد الأدبي بفضل مؤلفاته التي حظيت باهتمام الدارسين على مر العصور.

لذلك فهو يعتبر علامة بارزة في النقد العربي و النقد المغربي بالتحديد.