الرؤية الفلسفية بين الوجود و الماهية : دراسة تحليلية

الملخص AR

إن التمييز بين الوجود و الماهية من أقدم المسائل التي درستها الفلسفة و قد طبق هذا التمييز على أوسع نطاق و كانت له نتائج غاية في الفائدة فالقول بأن شيئا ما موجود يشير بساطة الى واقعة وجوده هنا او هناك فالوجود يقسم بالعينية و الجزئية و بأنه معطى محضر كذلك فالعملة الفضية الموضوعة على المائدة موجودة بوصفها أحد أشياء العالم و وجودها ماثل أمامي بوصفه واقعه ينبغي قبولها و ليس في استطاعتي أن أرغب في وجود هذه العملة أو في حذفها من الوجود على الرغم من أنني استطيع أن أغير من الشكل الذي توجد عليه لكن ما نتحدث عن الشكل الذي نوجد عليه حتى نكون قد بدأنا بالفعل في الانتقال من الوجود الى الماهية.

ماهية الشيء كما نراه هو المقول في جواب ما هووليس دعوى الحصر في الجواب عن الحقيقية بالصواب فالماهية تحدد حقائق الأشياء و تميز بعضها عن البعض الاخر بعد اتحادها في الوجود فلولا الماهية لم يتحقق التحديد و التشخيص في الموجودات و لم تتضح حقائقها.

و عليه أن القول بأصالة الماهية منسوب الى شيخ الاشراق السهر وردي و أشهر كتاب له هو " كمة الاشراق " و فيه عنوان "حكومة الماهية على الوجود " و ذكر برهانا نتيجته ان الماهية أصيلة و الوجود اعتباري و يقوم هذا البرهان على ما يلي : عندما تقول " الكتاب موجود " نجد المحمول موجود اسم مفعول و هو مشتق من المشتقات اي أنه يشتمل على ذات و مبدأ للاشتقاق بمعنى ذات ثبت لها الوجود كقولنا : عالم شيء ثبت له العلم اي ذات و مبدأ للاشتقاق كذلك هنا موجود ينحل الى شيء ثبت له الوجود فنتفل الكلام للوجود و نسأل أهو موجود ام معدوم فان كان موجودا فهذا معناه أنه شيء ثبت له الوجود فننتقل الكلام للوجود الثالث و هكذا انتقل الكلام حتى يتسلسل الامر الى ما لا نهاية و التسلسل في الوجودات المحمولة فلا بد ان يكون الوجود اعتباريا و الماهية أصلية.