دلالة المفهوم الموافق و المخالف عند الأصوليين : مقاربة تداولية

الملخص AR

لقد انشغل الأصوليون بدلالة الألفاظ سواء من جهة النطق و التصريح أو من جهة التعريض و التلويح وذلك قصد استنباط دلالات النصوص الشرعية و شرح مستغلقاتها و هذا لا يمكن أن يتأتى إلا برصد لكل اعتبارات المعنى سواء ما تعلق بالنص الشرعي أو بالدرس اللغوي أو ما تعلق بمقصود المتكلم اللغوي ليس مسندا إلى الوضعية الأصلية فحسب بل لابد من عناصر تداولية منطقية بغية الوصول إلى المقاصد المضمرة.

و من أهم المبادئ التي تعاطاها الأصوليون و التداوليون على حد سواء هو ثنائية المنطوق و المفهوم أو ما يعرف عند غرايس بالمعنى الطبيعي و المعنى غير الطبيعي حيث تعتبر إبانة اهتمام الأصوليين المتكلمين و عمق تحليلهم للجانب الاستعمالي للغة و السعي إلى الوقوف على خصوصيات الطرح الأصولي في قضية دلالة المفهوم( الموافق و المخالف) في مقابل الطرح الغربي بما يعرف نظرية الاستلزام التخاطبي عند غرايس أسبابا تسمح بوجود مساحة بحثية نتقصى من خلالها بيان المقاربة التداولية بين نظرية الاستلزام التخاطبي لغرايس و دلالة المفهوم (الموافق و المخالف) عند الأصوليين.