توظيف القوة الناعمة في السياسة الخارجية : العلاقات الجزائرية الافريقية : 1999-2019 نموذجا

الملخص AR

تعتبر القوة مفهوما مركزيا في أدبيات العلاقات الدولية وأداة محورية لإدارة التفاعلات الدولية عبر التاريخ و لقد ظهرت الحاجة الى الاهتمام بالمظاهر غير التقليدية للقوة أين ظهرت تصورات بديلة عن الاكراه و الارغام تقوم أساسا على الاقناع و الترغيب عبر ما يعرف بخيار القوة الناعمة من أجل أن تتمكن الدولة عبر هذا الخيار -بالإضافة إلى ما تمتلكه من أدوات القوة الصلبة-من التأثير على جوارها و بيئتها الإقليمية و الدولية بما يفضي الى تحقيق مصلحتها القومية و تهدف هذه الورقة إلى اسقاط هذا الطرح على مسار العلاقات الجزائرية الافريقية في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة و مدى انسجام الفعل السياسي الجزائري مع المضامين الحقيقية للقوة الناعمة.

اتجهت الجزائر عبر اعتمادها لأسلوب القوة الناعمة في سلوكها الخارجي تجاه الدول الافريقية إلى محاولة استعادة ثقلها الدبلوماسي في القارة خصوصا مع هاجس الزعامة و البروز الذي سيطر على القيادة السياسية السابقة في الفترة 1999-2019م في ظل توفر مصادر إنفاق واسعة و لهذا تصل هذه الورقة إلى نتيجة مفادها أن الاعتقاد ببناء التحالفات و الولاءات الافريقية للجزائر يصطدم مع حقيقة أنه لم تكن هناك استراتيجية واضحة في إرساء علاقات استراتيجية حقيقية تنتقل من مجرد البذل المالي إلى إرساء مصالح أعمق و منافع متبادلة بين الجزائر و الدول الافريقية مع ضرورة الابتعاد عن الشخصنة السياسية و هو ما يستدعي تحولا جذريا نحو أطر جديدة للبراغماتية السياسية.