الصورة و عدائها للقيم و الأخلاق الإنسانية و زرعها لثقافة الاستهلاكية

الملخص AR

مقالة "الصورة و عدائها للقيم و الأخلاق الإنسانية و زرعها لثقافة الجاهز" تنطلق من إشكالية طغيان الصورة كسمة للعصر الحديث فهي تضبط السلوك و توجه الرأي وهي وسيط محوري يختزل العالم و ينقل قيمه و معانيه وفي ظل انتعاش التقانات الرقمية انتعش هامش الخطر معها إذ لم تترك أية فرصة لمواجهتها خصوصا بعد أن شجع هذا التطور التقني المعالجات التلاعبية بها و تكمن قوة الصورة في خطابها البصري المؤثر مقارنة بجميع وسائل الخطاب الأخرى لذلك اشتد التنافس عليها لتكون أكثر سحرا و فتنة تتحرك بطاقتها القصوى لتنتج الإثارة و التشويق و الخداع و بهذا تصبح حتى القيم و الأخلاق مهددة بفعل ممارستها للعنف اللا أخلاقي ضد مجمل القيم الإنسانية المتوارثة و مرجعياتها الثقافية و الفكرية و الأخلاقية و كذا إحداثها للكسل الذهني و الضعف في الآداء على كل الأصعدة و جعلها للقبيح هو الغالب في الفضاء الإعلامي و تزييفها للحقائق و ممارسة الإكراه النفسي و العقلي و الإدراكي للمتلقين.

وذلك باستخدام التكرار و التنميط و الأدلجة و التحريف و التزييف و التعديل و هذا لتأدية أغراض لا علاقة لها بالإطار المرجعي في البيئات المحلية إنما تتصل بالثقافة السائدة الغالبة التي صنعتها وهي الثقافة الغربية التي تعتبر في الأساس ثقافة استهلاكية قمعية.