استخدام القائم بالاتصال الدعوي لشبكات التواصل الاجتماعي و دوره في ترسيخ المرجعية الدينية في الجزائر

الملخص AR

لاستحقاقات التقنية المذهلة و التحولات الثقافية و الاجتماعية النوعية التي أحدثها الإعلام الجديد بهذا النمط المفتوح و اللامتناهي لا ينبغ بأي حال من الأحوال أن تعفينا من الوقوف و التفكير في الإشكالات و التحديات القيمية و القانونية و الأخلاقية التي فجرها و كان لها عظيم الأثر على الكيان المجتمعي و البناء القيمي في الحياة وفي أشكال السلوك و بخاصة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية – ذات الخصوصية و المرجعية الفقهية و القيمية و العقيدية و التي تبدوا أنها مازلت تعيش تحت وقع الصدمة و الانبهار بهذا المولود وهي مكرهة و مجبرة أكثر فأكثر على اعتماد تقنياته و تملكها كشرط أساس لوجودها و بقائها.

.

.

– التي لن تكون دون شك بمعزل عن هذه التحولات و التحديات.

إن خطورة الإعلام الجديد في مثل هذه المواقف الصعبة تزداد حدة بما يوفره لكل من "المرسل" و "المتلقي" من مساحة واسعة للحرية فلا رقابة رسمية و لا قيود مالية أو سياسية أو دينية أو أخلاقية و لا حتى قانونية يمكنها أن تكبح الأفكار أو تكبل الممارسات أو تحجب عن الجمهور ما ينشر خارج الحدود عن طريق المصادرة و الإغلاق بل بما يوفره من أدوات جديدة استطاعت أن تحدث إعلاما مختلفا عن الإعلام التقليدي في الطرح و التفاعل و سرعة نقل الخبر المدعم بالصورة الحية و المعبرة.

وعليه جاءت هذه الدراسة لتنحت في سياق إشكالية دور شبكات التواصل الاجتماعي في ترسيخ المرجعية الدينية الفقهية و العقدية في الجزائر هذه الأخيرة التي أضحت تلقى تحديا وسطوا غير مؤسس و يطالها الانتقاص و الهجر ممن انبهروا بومضات الفرق و النحل المختلفة و تجاسرو على استيراد الفتاوي و الأحكام من خارج بيئة الجزائريين و تقاليدهم و علمائهم و تاريخهم و تراثهم المغاربي المالكي و نحن إذ نقر بداية أن الانفتاح على الحق و التحري عنه واجب المسلم في كل عصر و مصر غير أن هذه الفضاءات التقنية المتواصلة التي وفرتها شبكات التواصل الاجتماعي قدمت بعضا ممن لا يشعرون بانتماء مذهبي أصيل أو لمن يخلط بين الانفتاح العلمي و الاجتهاد المذهبي و الحوار الحضاري ليتبوأ منابر الخطاب و يتقدم ركب الدعوة و يثير بذلك خلالا و صراعا و شرخا في جدار المرجعية العقدية و الفقهية للجزائريين.