إعادة قراءة "إيستون" : قدرة نظرية تحليل النظم على التجدد

الملخص AR

يتعين أن يراعي أي تقييم لإسهام "ديفيد إيستون" في علم السياسة تقييمه هو نفسه الذاتي لما قدمه من إسهام و هو التقييم الذي برز في أكثر من موضع في كتاباته.

و بأخذ هذا بعين الاعتبار بداية من علاقة الحركة السلوكية بعلم السياسة ثم بشأن اقترابه النظمي بين الاقترابات السلوكية عامة لنصل إلى نتيجة مفادها أن نظرية "إيستون" للنظم هي الإنجاز المتوج لجهد استهدف تطوير فهم فلسفي أو علمي للحياة السياسية.

و عليه للتفكير في أى نقد تم توجيهه إلى نظرية النظم يتعين أولا العودة إلى مصدرها الرئيس الذي لا يمكن قصره على مفاهيم مبسطة أولية كالمدخلات و المخرجات و عملية التغذية العكسية خاصة أن "إيستون" نفسه قدم أكثر من طرح على مدار قرابة الخمس عشرة سنة ليقدم نظريته في شكلها النهائى و يدافع عن الطرح الذي قدمه على مدى قرابة العقدين من الزمان لذلك تحاول هذه الورقة الاقتراب من النظرية و طرح ذات المفاهيم التي طرحها في كتابه "تحليل نظمي للحياة السياسية" و الصادر عام 1965 كخطوة حتمية و جوبية سابقة على أى نقد من الممكن أن يقدم إلى النظرية.

و لعل العودة إلى قراءة تلك النظريات الغربية في العلوم السياسية متطلبا من متطلبات ليس فقط الفهم أو النقد لكن ضرورة للفهم من أجل فتح آفاق جديدة أوسع لابتكار أو خلق نظريات "عربية" السياق صالحة التطبيق من أجل دراسة الظواهر السياسية بعيدا عن تأثيرات المدارس الغربية.