مشكلة الحب عند القديس برناد

الملخص AR

يتناول هذا البحث – بالدراسة و التحليل- مشكلة الحب عند آخر الآباء من القرن الحادي عشر وهو القديس برناد الذي يعد واحدا من الشخصيات الهامة و المؤثرة عصر ما قبل المدرسين، كما يعد من أشهر أساتذة الحياة الروحية و من أعظم الكتاب الصوفيين.

و يتألف هذا البحث من مقدمة و مدخل و ثلاثة عناصر و خاتمة. أما المقدمة فقد تناولت فيها بالدراسة التعريف بالبحث و أهميتها و المنخج المستخدم فيه، أما المدخل فعنوانه "حياة القديس برناد و مؤلفاته" ، أما العنصر الثاني فيتناول التعريف بالحب عند القديس برناد، وبيان مدى اختلافه عن الرغبة، أما العنصر الثالث فيعرض لدرجات أو أنواع الحب عند القديس برناد، و الذي يشمل عن أربعة أنواع أو درجات : الدرجة الأولى تسمى بالحب الذاتي أو الحب الجسدي الشهواني، و الذي يحب الإنسان فيه ذاته من أجل ذاته ولا شيء سوى ذلك، ويميز فيه القديس برناد بين مفهوم الرغبة و مفهوم الحب الذاتي مركزا – بشكل أساسي و مباشر – على الجانب الحسي الشهواني الذي يعد جانبا متأصلا في طبيعتنا البشرية، و الذي يسعى – جاهدا- لأجل تلبية الحاجة الجسدية، ولقد بين القديس برناد أن هذه الدرجة من الحب تعد أقرب إلى الرغبةمنها لدى الحب الحقيقي. أما الدرجة الثانية عنده فتعرض لهذا الحب من جانب الإنسان لخالقه على أساس أنه يحقق له الخير الكثير و النفع الجزيل، أي أن هذا الحب لا يأتي نتيجة المنح و العطايا التي يهبها الله تعالى للإنسان، سواء عطايا مادية أو هبات معنوية.ويعرض القديس برناد في هذه الدرجة من الحب – لفكرة الحب الإلهي ؛ إذ تتجلى هذه الفكرة – في أوضح صورها و أسمى معانيها- في هذه الدرجة من الحب . أما الدرجة الثالثة فتعرض لهذا النوع من الحب الذي يحب فيه الإنسان خالقة، لا لأنه يحقق له النفع الجزيل و الخير الكثير، و لكن لأنه يمثل – في ذاته – أساس الخيرات و منبع الكرامات ؛ أي أنه يمثل الخير في ذاته ، وتتضح أهمية هذه الدرجة – من الحب – في كونها تجعل حبنا يكون لأجل الله فقط ولا شيء سواه. أما الدرجة الرابعة من درجات الحب عند القديس برناد فهي التي تتحقق عندما لا يحب الإنسان شيء ولا حتى نفسه – إلا لأجل الله ولا شيء سواه، و تعد هذه الدرجة هي أسمى و أرقى درجات الحب جميعا عند القديس برناد ؛ إذ ترتقي فيها النفس و تصعد بعيدا عن الأمور الحسية و المتعلقات الأرضية، جارية بشدة – و متلهفة بقوة – و باحثة – بعمق – عن خالقها و فاطرها وهو الله تعالى. أما العنصر الرابع فيعرض لصلة الحب بالتصوف عند القديس برناد، ثم اتخاذه كوسيلة من أقوى الوسائل لأجل الوصول إلى الله تعالى غاية الغايات و منتهى الرغبات، ثم ينتهي البحث بخاتمة أعرض فيها لأهم النتائج التي قد توصلت إليها من خلال هذا البحث.