الهمزة في الأنحاء الصوتية بين الدرس الصوتي التقليدي و البناء الفونولجي الحديث : دراسة في السمات و المخارج

الملخص AR

حاولنا في هذا المقال مقاربة الهمزة في الدرس الصوتي القديم وفق ما طرح القدماء الخليل و السيبوية و ابن يحيش و ابن جني و ابن سينا و السيوطي.

.

.

وفي الدرس الصوتي الحديث انطلاقا مما طرح جان كانتينو و بنڤنست و من العرب إبراهيم أنيس و كمال بشر و عبد الصبور شاهين محددين الارتباط الحاصل بين الهمزة و الألف من الناحية النطقية معتمدين على مخرجات الدرس الصوتي الحديث و الذي أثبتت نتائجه أنه لا علاقة صوتية من قريب أو بعيد بين الهمزة و أصوات المد فهي تختلف في مخرجها عن هذه الأصوات إذ هي صوت حنجري انفجاري مهموس وهي بذلك تعد من أساسا من الصوامت.

كما سنقف على الوصف الصوتي للهمزة وسماتها المميزة لأن الأصوات الكلامية تتميز بسمات تطريزية كثيرة عني بها العلماء قديما و حديثا في تصنيفهم للأصوات هذا التصنيف كان بناء على مرور الهواء و مجراه في الفم و الأنف و ما يترتب عنه من احتكاك و انفجار و ازدواج و جانبية و تكرير و أنفية وتوسط كما تقسم الأصوات بحسب ضع الأوتار الصوتية إلى مجهورة و مهموسة إضافة إلى صفات أخرى تتعلق بحسب وضع مؤخرة اللسان بالنسبة للطبق من ارتفاع و انخفاض فتكون الأصوات المفخمة مقابل الأصوات المرققة.

و للهمزة صفات محددة تدرك في فلك تلك التصنيفات السالفة الذكر سنحددها في هذا العمل بتحديد السمات التطريزية و الأكوستسكية التي تميز صوت الهمزة عن باقي الأصوات الأخرى هل هي صوت ترددي أم احتباسي إضافة إلى سمات أخرى التي اختلف حولها علماء الأصوات هل الهمزة صوت مجهور أو مهموس شديد أم رخو مفخم أم مرقق و سنحاول إنهاء هذا العمل بدراسة صوتية للحروف التي طالما قاسمت الهمزة موضعها في الكلم خاصة حرف العين حيث صاحب هذا الصوت الهمزة عن طريق إبدالها عينا و حرف الهاء إن من الثابت عند علماء الأصوات قديما و حديثا أن صوتي الهمزة و الهاء هما أعمق أصوات العربية في جهاز النطق.

لنؤكد كنتيجة للبحث بقولنا إن الباعث الأساسي في هذا الالتباس الحاصل بين الهمزة وباقي الحروف ناتج عن الاشتراك في الصفة الأساسية هي المخرج الحنجري باعتبارهما أصوات صامتة.

أما الصوت الأكثر التباسا بالهمزة و الذي وقفنا عليه بالذكر و التحليل في فصول أخرى من هذا البحث هو صوت الألف.

لكن سنقف هنا فقط على بعض الأوجه الفونولوجية التي تميز كل منهما عن الآخر