الجريمة الإلكترونية في منظور الشباب الجامعي : مدخل نفسي-قانوني

الملخص AR

تعد ثورة تكنولوجيا الاتصال خطوة عملاقة شهدها العالم في مسار تطوره كما تعتبر المحرك الأساسي لمختلف التطورات اللاحقة الأخرى و التي نعيشها في الوقت الحالي إلا أنها لم تكن محركا نحو الجانب الإيجابي فقط بل تم استغلالها أيضا في الجوانب السلبية من خلال استحداث أنماط من الجرائم تواكب هذا التطور فظهرتالجرائم المستحدثة أو ما يسمى بالجرائم الالكترونية و التي هي عبارة عن مجموعة الأنشطة المعاقب عليها قانونا و التي تربط بين الفعل الإجرامي و الثورة التكنولوجية تتجسد في شكل نشاط إجرامي مرتبط بالمعلوماتية تستخدم فيه تقنيات الحاسب الآلي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كوسيلة أو هدف لتنفيذ الفعل الإجرامي.

إن الجرائم الالكترونية هي ظواهر إجرامية متطورة تقرع أجراس الخطر لتنبه مجتمعنا عن حجم المخاطر و الخسائر التي يمكن أن تنجم عنها خاصة أنها جرائم ذكية تنشأ و تحدث في بيئة إلكترونية أو بمعنى أدق رقمية يقترفها أشخاص مرتفعي الذكاء و يمتلكون أدوات المعرفة التقنية مما يسبب خسائر للمجتمع ككل علي المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الأمنية.

إذا كانت مجتمعاتنا العربية لم تتأثر بشكل كبير من مثل هذه الظواهر الإجرامية إلا أن هناك دولا عربية كثيرة أضحت مهتمة بتلك الظواهر و مفهومها القانوني وسمات المجرم المعلوماتي و غيرها.

و لأن الشباب في البيئة العربية عامة و الجزائرية خاصة هم الفئة الأكثر استخداما و اطلاعا على تكنولوجيات الاتصال فهم العنصر الأكثر إقبالا على اقتراف هذه الجرائم إما عن علم أو جهل بتجريمها لأجل ذلك جاءت هذه المداخلة للبحث و الاستطلاع عن تصورات الشباب الجامعي الجزائري للجرائم الالكترونية من حيث مدى وعيهم لهذه الظاهرة و إدراكهم لماهيتها و أشكالها و أضرارها و عقوباتها في القانون الجزائري