توظيف إعجاز القرآن بالإيجاز لاكتساب ملكة القصد باللفظ مع الوفاء بالمعنى

الملخص AR

نحن نعيش في عصر مازلنا نسمع أنه «عصر السرعة» يقصر فيه الوقت مهما يكن طويلا عما نحتاج إلى أن ننهض به من واجبات ضاقت بسببها الأوقات! و هذا كله يحملنا على أن نؤثر «الإيجاز» على «الإطناب» و نقصد إلى ما يلائم وقتنا القصير و عملنا الكثير للاستمتاع بلذات الأدب الخالص والفن الرفيع مما «قل ودل ولم يمل! ».

و لأن بلوغ النهاية في ذلك مستحيل في حقنا نحن البشر فإن الكل يحاول أن يصل فيه إلى أقصى ما يمكنه الوصول إليه وقد كتب الإمام الشيخ محمد عبده رسالة أطال فيها و أطنب و أسهب ثم اعتذر في آخرها عن الإطالة لأنه لم يكن لديه وقت لكي يوجز! ( )ولا يعلم كلام موجز مع بلاغة كان فيه اللفظ بالنسبة للمعهود أقل من المعروف في العادة مثل القرآن الكريم و هو الكلام الذي من شأن من أدمن النظر فيه و البحث أن يقتبس أثرة من نوره فيخلص كلامه من كثير من التطويل و يصل به إلى المعاني الواسعة الشريفة في أوجز لفظ و أنقاه و هذا ما سنحاول إيضاحه في هذا البحث إن شاء الله.