الأعراف الأمازيغية (الثوابت و المتغيرات)‎ : قبائل زمور نموذجا (مصغرة)‎

الملخص AR

تروم هذه الدراسة إلى التعريف ببعض الأعراف الأمازيغية التي نعتبرها من الروابط الاجتماعية المهمة للقبيلة فضلا عن كونها لحاما طبيعيا لأواصر العلاقة لإحدى كبريات قبائل المغرب (اتحادية قبائل زمور) التي استوطنت مجالا جغرافيا رئيسا بعد حركية تاريخية من الأطلس المتوسط و المجتمع الواحي بالصحراء.

هذه الأعراف التي تفكك معظمها لأسباب مرتبطة بالعولمة و التحديث كانت سببا في تقوية اتحادية قبائل زمور و تحكمها بالممر الرئيس للجيوش السلطانية و كذا الجحافل الاستعمارية طيلة القرن التاسع عشر إلى اليوم.

و قد حاولنا تسليط الضوء على بعض هذه الأعراف التي تحول بعضها إلى عادات اجتماعية و ذلك باستقراء بعض النصوص المكتوبة باللغتين العربية و الأجنبية و استعمال منهج المقارنة كتقنية معرفية للمؤرخ المعاصر قصد الوقوف على التقاطعات الممكنة بين أصناف و مراتب هذه الأعراف و أهميتها.

علاوة على اعتماد الرواية الشفهية لتأكيد حضور أو أفول بعض الأعراف التي احتفظت بعض مناطق زمور اليوم سوى بشكلياتها و رموزها.

أما مجال الدراسة فهو يجمع بين التاريخ و الأنثروبولوجيا و العلوم الاجتماعية والفيلولوجيا (علوم اللغة) مما يفيد أن البحث العلمي اليوم لا يمكن أن يقتصر على فن معين دون الاستعانة ببعض العلوم الإنسانية الأخرى التي توفر آليات و مناهج البحث المختلفة لدراسة الأعراف الأمازيغية و الوقوف على تشكل القبيلة و رصد مكامن القوة و الضعف لديها.

و قد خلصنا إلى أهمية العرف في بناء مجتمع قبلي رصين قادر على استيعاب الاختلاف و مستعد لمواجهة كل الأخطار التي تهدده في مواجهته للعدو الخارجي.

كما تم الوقوف على استمرارية العمل ببعض هذه الأعراف و إن اندثر معظمها في المنطقة لأسباب تعرضنا لتحليلها في المحور الأخير.