نموذج الدعم الاجتماعي المتكامل في التعامل مع ظاهرة الفقر تحليل سوسيولوجي و طرح مستقبلي

الملخص AR

ظاهرة الفقر، و حسب ما اطلعنا أنه أثيرت حولها مناقشات ساخنة، سواء على المستوى السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، خصوصا في دوائر البحث العلمي، لكن المسلم به، انه لم يحصل أن تحقق الإجماع بين المقررين و المنظمين و حتى العلماء المتضلعين و الخبراء المتخصصين في دراسة الفقر.

و قد قدمت تفاسير و آراء متنوعة حول الأسباب و الجوانب و الأنماط و الأبعاد و الآثار، التي تنتج عن أشكال الحرمان، الذي يعانيه الأفراد و التخلف السائد في بعض البلدان.

و هذا ما يوحي أن الفقر، يمثل مشكلة معقدة و متغيرة، و لأجل التعامل معها علميا، وجب الاهتداء إلى نموذج من الدعم الاجتماعي الذي يقود كافة الأطراف إلى التمكن من مواجهة صعوبات الحياة، و دون تجريدهم من شروط الاقتدار، و التغلب على الظروف المتقلبة داخل المجتمع.

الدراسة النظرية المقترحة، و التي عزمنا على إعدادها و تقديمها بشكل مختصر، تجعلنا كباحثين نسعى دوما إلى إيجاد مدخل تحليلي متكامل، يستند إلى تصورات نابعة من فهم، حاصل عن إطلاع واسع نسبيا، و قراءات غير منقطعة حول الفقر بالذات.

إن الإشارة الصريحة التي نلفت النظر إليها، تتجلى في إدراكنا العميق لطابع التشعب الذي يغلب موضوع الفقر، حيث نجده يمتد ليتغلغل في الأطر الزمانية و المكانية و البشرية، كما تظهر عليه درجة كبيرة من التعقيد، إذ يصعب في موقف واحد من الناحية العلمية و لو التخصصية، الفصل في جزئية تخص جانبا قيما أو ماديا، اعتبارا بأنها تعكس تراجع قدرة أي إنسان في الحصول أو امتلاك فكرة و إما حاجة معينة.

و بالرغم من ذلك، لقد لقي موضوع الفقر اهتماما و استقطابا متزايدا من طرف العلماء و الباحثين، و بعض الخبراء الدوليين و المقررين في الحكومات المختلفة، و يكاد ينقسم الجميع ليمثلوا توجهين كبيرين، قياسا بطروحاتهم و معالجاتهم و تعاملهم مع الفقر.