النص القرآني بين تأويل القدامى و المحدثين : قراءة في الضوابط و المفاهيم

الملخص AR

يستطيع المتتبع لجدل الأفكار و صراع المذاهب و اختلاف النظريات أن يرجع ذلك إلى قضية المعنى و مشكل التأويل فالأديان و الفلسفات و إن أجمعت على تسميات و اصطلاحات ومواضعات فإنها اختلفت في المعاني التي حملتها هذه الاصطلاحات اختلافا وصل إلى حد التعارض و الانشطار.

فالائتلاف حاصل في الأوضاع الأصلية للمفاهيم بينما الاختلاف ظاهر في تأويلات المفاهيم و استعمالاتها لهذا احتل مفهوم التأويل حيزا معتبرا في المجال التداولي العربي الإسلامي و ارتبطت به المعارك الكلامية المعروفة وجر المسلمين إلى كثير من الجدال و الصراع خاصة ما كان متصلا بالنص القرآني الذي يتصف بالقداسة و الكمال و السلطة.

فهناك من يعتقد أن كتاب الله قد فسره العلماء الراسخون في العلم تفسيرات أضاءت -على سبيل الاستغراق- معانيه و ما علينا إذا أردنا أن نعود منه بقبس من الفهم و شهاب من الإدراك سوى أن نعكف على هذه المصنفات الجليلة ففيها ما يشبع النهم و يروي صدى الصادي.

و لا مجال بعدها لمستزيد و لا لمجتهد برأيه في كتاب الله تعالى.

وهناك في الطرف المقابل اتجاه يرى أن النص القرآني نص لغوي مفتوح على جميع التأويلات و لهذا فمعنى النص يتعدد بتعدد قراءاته و يتنوع بتنوعها و يلتقي الاتجاهان –من حيث اعتقاد التناقض- في غاية واحدة هي قتل المعنى و اغتياله.

هذه بعض حركة النص القرآني و تحقيق مناط التأويل بين القدامى و المحدثين هذا الحراك العلمي المهم في تراثنا الإسلامي يحسن بنا الوقوف عنده لأجل أن ينال حقه من النظر الحصيف و البحث الدقيق و التأمل الرشيد من خلال العناصر التالية: أولا: التأويل لغة و اصطلاحا.

ثانيا: التأويل عند الفرق الإسلامية.

ثالثا: التأويل و أسسه المنهجية في العصر الحديث