الفوز باللذة في الشعر الأندلسي و علاقته بالتفكير الإبداعي و جودة الحياة

الملخص AR

كلف النفس الإنسانية باللذة التي لا تبعة فيها و تستجيب لداعي الهوى و اللهو في مرحلة الشباب.

و لشعراء الأندلس ولع شديد باللذات ساعدهم على ذلك طبيعة بلادهم و ملامح شخصيتهم وسماتهم الفكرية و اتجاهاتهم النفسية فنرى الواحد منهم حريصا على استيفاء تمام المتعة.

ولم يقتصر الأمر عندهم على ذلك بل استحدثوا وسائل جديدة غير محدودة للمتعة تعبيرا عن اعتزازهم بحريتهم بوصفها جزءا من الهوية الأندلسية فإن لكل جديد لذة يفوز بها كل مغامر جسور.

و يهدف البحث إلى الكشف عن العلاقة الارتباطية بين الفوز باللذة في الشعر الأندلسي و التفكير الإبداعي وجودة الحياة و يسعى لتحديد السمات العقلية السائدة لدى المبدعين من شعراء الأندلس الذين جدوا في سبيل تحصيل سبل اللذات لإشباع حاجاتهم المختلفة و دوافعهم الخاصة من أجل تحسين إدراك أبعاد جودة الحياة لديهم.

وقد جاء في تمهيد و مبحثين و خاتمة و اشتمل التمهيد على: فلسفة اللذة و مصطلح (التفكير الإبداعي) و النظريات المفسرة للتفكير الإبداعي و مصطلح (جودة الحياة) و النظريات المفسرة لجودة الحياة.

و تناول المبحث الأول أثر التفكير الإبداعي في الفوز باللذة في الشعر الأندلسي و عرض المبحث الثاني أثر الفوز باللذة في الشعر الأندلسي في الشعور بجودة الحياة.

وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباط وثيقة بين الفوز باللذة في الشعر الأندلسي و التفكير الإبداعي حيث ظهر أن مجموعة المبدعين من شعراء الأندلس طالبي اللذة تميزوا بسمات عقلية تعكس مستوى عاليا من الإحساس بجودة الحياة لديهم فإن تصاعد اللذات و انتقالها من لذات الحواس المبتكرة العاجلة إلى لذات النفس المعنوية يحقق المنفعة التي تتمثل في الشعور بجودة الحياة.

إن التفكير الإبداعي متبوعا بالإنجاز سبب للفوز باللذة في الشعر الأندلسي مما يؤدي - بدوره - إلى تحسين إدراك أبعاد جودة الحياة.

وقد اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي و استعنت بالمنهج النفسي بغرض الوقوف على أطيب اللذات في الشعر الأندلسي مع تعليل الأسباب التي أدت إلى حرص شعراء الأندلس على الارتواء - بنهم - من هذه اللذات دون غيرها و دراسة العلاقة القائمة بين هذه اللذات و مصطلح (التفكير الإبداعي) و مقياس (جودة الحياة)