الخطاب الإصلاحي الساخر في مسرحيات عبد الحق فاضل : مسرحية بين وزيرين "مثالا"

الملخص AR

اتخذ الخطاب الإصلاحي الساخر أشكالا متعددة في الأجناس الأدبية تبعا لتباين تلك الأجناس اذ حرص كتاب النص الأدبي على تضمين نصوصهم صورا و اساليب للسخرية بوصف النص مجالها الحيوي لما تتمتع به السخرية من اتصال بالوجود و المجتمع تمثل في اوجه ( التضاد و التناقض ) بين علاقات ترمي الى النقد و التوجيه، فلا ريب ان نجد هذا التوجه في مسرحيات الكاتب (عبد الحق فاضل)  كنتيجة حتمية للأحداث السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي صخب بها المجتمع العراقي في حقبه التاريخية حتى ارتبطت السخرية عنده بواقع حياة الفرد العراقي و معاناته و آماله و طموحاته، و من هنا ذهب الكاتب الى توظيف صور و أساليب السخرية في نصه المسرحي، بشكلها الدرامي و بما يسوقوه من حوار ولغة على لسان الشخصية لتحقيق فعل ( التطهير ) الذي جاء به أرسطو في نظريته النقدية، عبر وظائف السخرية في الانتقاد الموجه للأخر ( الفرد – السلطة – النظام – المؤسسة - المجتمع ) للعدول عن سلوك او موقف او تقليد او نشاط او مرض اجتماعي و الاهتداء الى نقيضه الصالح بمعنى آخر الدعوة الى اصلاح المجتمع و تطوير مؤسساته.

فالسخرية في نص مسرحية ( بين و زيرين) سعت الى الاشارة الى مسارات معينة على الصعيد الاخلاقي وذلك من خلال نقد ممارسات بعض الأنماط البشرية التي تثير فينا عبر مضمارها المهني الاستياء و الامتعاض و تحديدا العاملين في ادارة شؤون الوزارات و مؤسساتها.

و انطلاقا من المهمة التي يحتلها الخطاب الاصلاحي الساخر في النص المسرحي عبر مسرده التاريخي و ما يمنحه من قيمه فكرية و جمالية عالية التأثير في القارئ.

يجد الباحث من الضروري الخوض بدراسته في نص مسرحية (بين وزيرين ) للتعرف على طبيعة ذلك الخطاب و حيويته في اواخر ثلاثينيات القرن العشرين، و ما يحمله من مضامين تدعو الى اصلاح الجهاز الاداري في العراق.

لاسيما ان هذا النص (الحوارية ) يعد من النصوص المبكرة و المهمة في رصدها للمشهد السياسي ابان الحكم الملكي في العراق.