الإنسان بين الفلسفة المادية و فلسفة التجاوز في فكر المسيري

الملخص AR

تعددت الدراسات التي تناولت النسق الحضاري الغربي بالتحليل تارة بغرض النقد و أخرى بهدف التبجيل و الإعلاء من شأنه و إثبات مركزية الغرب فقد استقطبت تلك الشعارات البراقة التي نادت بها الحداثة الكثير من الدارسين ممن اهتموا بوضع الإنسان داخل الحضارة الغربية وسعوا إلى إثبات مركزيته للكون من خلال ما عرف بالنزعة الإنسانية و فلسفتها التي انقلبت على كل ما هو ديني رباني في سبيل تمجيد الإنسان.

وقد أتيحت الفرصة للناقد المصري عبد الوهاب المسيري كي ينهل من الفكر الحداثي و ينطلق منه لنقد الأسس التي قامت عليها الحضارة الغربية خاصة ما يتعلق منها بقضايا الإنسان وقد كان المسيري يروم من خلال هذا النقد إماطة اللثام عن العداء الذي يكنه النموذج الغربي للإنسان و الذي يختفي خلف تلك الشعارات الزائفة التي اتخذتها الهيومانية مبدأ لها و لهذا سنحاول خلال هذا المقال أن نحدد طبيعة النظرة إلى الإنسان في النظام الغربي و مقارنتها بتمثيلها في النظام التوحيدي الإسلامي من خلال فلسفة الناقد عبد الوهاب المسيري.