الإطار المكاني للمسموع من اللغة

الملخص AR

اختار النحاة من اللغة نصوصا حفظت سنن العربية و أنماطها وهي نصوص انتمت إلى قبائل معينة غلب عليها البعد عن مظاهر الترف و كذا البعد عن مخالطة غير اللسان العربي.

و كانت في بائل الاستشهاد قبائل قيس و تميم و أسد ثم هذيل و بعض كنانة و بعض الطائيين وقد جاء اختيار النحاة و انتقائهم بأسس و ضعوها و دقة تقفوها حيث تحروا في تأطيرهم هذا الأصالة في الانتماء للعربية و الخلو من شوائب العجمى و لذا كان أخذهم عمن توسط الجزيرة للاطمئنان لسلامة لغته و بعده عن مواطن التأثر و المخالطة وهم في ذلك يبنون للغة قواعدا و يؤسسون لها ملكا جديدا يتقفاه متحدثوها الذين غلب عليهم لسان أمم جاوروها و أخرى خالطوها بنسب.

و لعل النحاة ههنا حين تواضعوا على الأنموذج القبلي للغة لم يراعوا غيره ولم يلتزموا لما سواه بتقعيد أو تدوين بل جعلوا للغة أنموذجا واحدا جمعوا لأجله ما وافقه وجاء على نهجه في حين استبعد من اللغة ما خالفه فجعلوا معيارهم في الانتقاء البعد عن التأثر و هدفهم في ذلك الحفاظ على القرآن و اللغة التي أنزل بها.