ظاهرة التكفير و أخطارها : دراسة شرعية تاريخية تحليلية

الملخص AR

فلعل من أخطر الظواهر التي تهدد سلامة الأمة و وحدة كلمتها تلك الظاهرة التي تتمثل بما يسميه البعض بظاهرة التكفير.

و هي ظاهرة قديمة عانت منها الأمة في الصدر الأول من تاريخنا الإسلامي.

ثم انحسرت أو انحسر أثرها و انقرضت أكثر أطيافها حتى ظهرت في العصر الحاضر لتمارس جرائمها مرة أخرى.

و التكفير مشكلة خطيرة تستخدم النصوص الشرعية لغير معناها و في غير مقاصدها مما يحقق أهدافا كثيرة من أهمها الوقيعة بين أبناء الأمة ليقتتلوا و يسفك بعضهم دم بعض.

و متى بلغ الأمر بين الناس سفك الدماء يغدو من الصعب معالجة الحالة التي وصلوا إليها.

و منها تشويه الإسلام بإظهاره دينا يدفع بالناس إلى سفك الدماء و إكراه الناس على اعتناق عقيدته و التمسك كرها بشريعته.

و هذا يعود بالتالي إلى تنفير غير المسلمين عن الإسلام و سد الطرق التي تصل ثقافات الشعوب و معارفها و دياناتها ببعضها.

و لعل أشد مخاطر التكفير جعل الأمة المسلمة تتآكل ذاتيا من خلال تكفير أبناء الأمة بعضهم بعضا.

مما يضعف الأمة و يجعلها لقمة سائغة في فم دول الطغيان و الاستكبار و تمكينها من فرض وصاية جديدة على الدول الإسلامية.