الأحكام الفقهية المتعلقة بالأحوال الشخصية لمرضى نقص المناعة-الإيدز

الملخص AR

الزواج سنة دينية و مأرب نفسية و ضرورة اجتماعية يتوقف عليها البشرية و تنظيم الغريزة و استمرار الحياة، وإلى جانب هذا يعتبر السلامة و عدم العيب شرط من شروط الزواج ليعيش المجتمع حياة سعيدة، وإذا تخلف هذا الشرط بين الزوجين فقد يؤدي إلى مشاكل بالحياة الزوجية و الطبية و المجتمع.

ومما لا شك فيه أن العالم اليوم يشهد ثورة و تطورا هائلا في مجال الطبية الحديثة، و بعد ظهور بعض أمراض المعدية بشكل شديد وفائق السرعة تزداد خطورتها، منها مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، و أصبح مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) خطرا كبيرا على البيئة و الصحة و السلام و أمن و استقرار الدول في كافة العالم.

فرأيت أن أبحث هذا الموضوع، نظرا لأن مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) من موضوعات الساعة على المستوى العالمي.

و ذلك لأن هذا المرض هو أخطر مرض في الوقت الحاضر عدوا فتاكا، بل هو الموت بعينه، و لعدم وجود علاج فعال له، و لسرعة انتشاره، و هو من الأمراض المعدية التي لا تعرف الحدود الزمانية ولا المكانية، فهو ينتقل من الآباء إلى الأبناء عن طريق الزواج و الحمل و الولادة،.

لهذا كان من المناسب البحث في مدى عد مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) عيب من عيوب المخلة بشروط الزواج، و هي مسألة عصرية إزاء الانتشار السريع للفيروس المسبب لمرض الإيدز بسبب سهولة التنقل و تزايد بسبب الزواج.

و تكمن أهمية هذا الموضوع في أنه يثير الكثير من المسائل الفقهية التي تتعلق بضحايا هذا المرض الخبيث من ناحية، و باقي افراد المجتمع الأصحاء من ناحية أخرى و خاصة بين الزوجين.

إذا فلابد من بيان الأحكام الفقهية الإسلامية في كافة هذه المسائل الجديدة، ولا سيما أن هذا الموضوع لا زال يبحث سواء من الناحية الطبية أو الناحية الفقهية، ولا زالت قضاياه وأحكامه مجهولة للمجتمع، هذا البحث سيركز على التعرف على مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، و بيان تاريخ نشوء المرض، و بيان الأحكام الفقهية المتعلقة بالأحوال الشخصية لمرضى نقص المناعة (الإيدز)، و بيان تأثير هذا المرض على عقد الزواج و الآثار السلبية على الفرد و المجتمع.