تمثلات النقد التحليلي في كتب أخبار الشعراء

الملخص AR

يمثل النقد التحليلي مرحلة متطورة قياسا بالنقد الانطباعي، وكذلك النقد اللغوي؛ ذلك لأن الناقد يعمل العقل في تبرير الانفعالات والعواطف وتسويغها ، فهو يضع النص الأدبي في مختبر ثقافته، يتأمله، ويتحسس مواطن جماله أو قبحه، ثم يدرس ما يحتويه من خصائص، ويكشف عما فيه من معان وقيم متكئا على ما يتكئ عليه النقد العملي من وسائل يكون فيها للذوق والخبرة الثقافية والمقارنة حضورا ممنهجا(1) والنقد التحليلي بوصفه منهجا في مقاربة النصوص الأدبية لا يمكن أن يتحقق دونما توفر ثقافة واسعة بالأدب تاريخا وفنونا، وقدرة على التحليل وإصدار الأحكام بعيدا عن حاكمية الذوق الشخصي(2)، إضافة إلى الموضوعية والوضوح والإقناع.

وفى مدونات أخبار الشعراء شغل هذا الضرب من النقد مساحة واسعة في بعضها وتضاءل حضوره في بعضها الآخر، فقد شكل حضورا لافتا للنظر في (أخبار ابي تمام)، و(اخبار البحتري)، (اخبار الشعراء المحدثين)، و(أبو الطيب المتنبي واخباره)، و(اخبار أبي نواس لابن منظور).

في حين تضاءل حضوره، وقل في (أخبار السيد الحميري)(3) و(أخبار سيبويه المصري)(4) فلم يتعد النموذج الواحد في ذين الكتابين، وقد اختفى النقد التحليلي تماما في (أخبار أبي نواس لأبي هفان) و(أخبار شعراء الشيعة)، و(أخبار الحلاج) و(أخبار السيد الحميري)، و(نزهة المسامر في أخبار مجنون بني عامر)، فلم ترد أخبار في هذه المدونات تحمل منطلقات النقد التحليلي؛ لذا ستقتصر مقاربتنا على الكتب التي شكل فيها النقد التحليلي ظاهرة نرصدها ونتتبع رؤية الإخباري في رواية الأخبار ذات النزوع التحليلي، محاولين أن نقف على طبيعة التحليل النقدي منهجا ورؤية تحليلية.