الصراع بين محمد علي باشا و الدولة العثمانية 1831-1833 م

الملخص AR

يعد محمد علي باشا واحدا من الولاة العثمانيين الأقوياء حين برز على مسرح الأحداث السياسية بوصفه قائدا عسكريا ألبانيا انتدبته الدولة العثمانية في بداية القرن التاسع عشر لمواجهة الغزو الفرنسي على مصر في أعقاب الثورة الفرنسية حين توجه نابليون بونابرت على رأس حملة كبيرة نزلت في سواحل الإسكندرية و هزمت القوات العثمانية و المملوكية هناك.

أرسل حينها الضابط الألباني الأصل محمد علي مع كتيبته المكونة من 300 جندي لتعزيز القوات العثمانية ؛ غير انه تعرض لهزيمة قاسية أمام الفرنسيين و كاد أن يقتل غرقا في البحر المتوسط بعد تدمير سفينتهم من قبل القوات الفرنسية لولا أن تم إنقاذه بواسطة الأسطول البريطاني الموجود قرب السواحل المصرية آنذاك.

لقد أثبتت الأحداث التالية أن محمد علي باشا كان شخصا حاذقا و ذو مقدرة سياسية و عسكرية استطاع من خلالها هزيمة المماليك و دخول القاهرة و كسب ود و رضا المصرين بعد أن تعلم اللغة العربية و تقرب إلى رجال الدين و وجهاء مصر الذين أبدوا إعجابهم به و بقدراته العسكرية ضد الفرنسيين و المماليك ؛ الأمر الذي دفعهم إلى توقيع طلب التماس إلى الباب العالي للموافقة على قبول محمد علي باشا واليا على مصر بعد أن انتخبه سكانها عام 1805 ؛ و من هنا كانت البداية الأولى لمحمد علي إذ استطاع بناء دولة مترامية الأطراف ؛ مستعينا بالنظم الغربية الحديثة لبناء جيشه و تحديث مؤسساته حتى راودته أحلامه بتكوين دوله عربية كبرى و الانفصال عن الدولة العثمانية مما أدى إلى نشوب حالة من الصراع مع الدولة العثمانية بدأت تتصاعد تدريجيا حتى وصلت إلى مرحلة الصدام العسكري المسلح مع السلطان محمود الثاني و سنحاول في هذا البحث إلقاء الضوء على ذلك الصراع و أبرز النتائج المترتبة عليه.

و من هذا المنطلق تم اختيار موضوع بحثنا (الصراع بين محمد علي باشا و الدولة العثمانية 1831 / 1833) و قد قسم البحث على ثلاثة محاور.

تضمن الأول منها.

بدايات الصراع العثماني المصري و انعكاسه السلبي بينهما في حين ناقش المحور الثاني الموقف الدولي من الصراع بين محمد على و السلطان العثماني و ما مدى تأثيره في إيجاد حل و لو لفتره قصيرة.

أما الثالث فقد تناول المباحثات بين الطرفين المتصارعين و الصلح الذي أنهي الأزمة و دور الدول الأوربية في حلها.