السفينة الحربية القرطاجية

الملخص AR

احتلت السفينة الحربية القرطاجية مكانة هامة في مختلف الدراسات التاريخية سواء في الفترة القديمة أو الحديثة و المعاصرة و انطلاقا من ذلك جاءت هذه الدراسة تهدف إلى معرفة أصولها الأولى و تاريخها باعتبارها مكونا أساسيا في الجيش القرطاجي فلا طالما راهنت عليها قرطاجة في الحفاظ على كيانها أولا في ظل الأخطار المحدقة بها و على مصالحها الاقتصادية و السياسية ثانيا وقد أشادت بها المصادر القديمة في المعارك التي باشرها القرطاجيون طيلة حروبهم ضد الإغريق بداية من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد و ضد الرومان أثناء الحروب البونية التي امتدت من القرن الثالث إلى القرن الثاني قبل الميلادكما أشير إلى أنواعها من الوحدات الكبرى التي ضمت السفن الخماسية و الرباعية و الثلاثية والوحدات الصغرى و التي منها سفينة الخمسين و الثلاثين و أشير أيضا إلى تطورها اعتمادا على الروايات القديمة و على الأبحاث الأثرية التي قدت لنا معلومات وافرة حول هذا الجهاز مثلما كان بالنسبة لسفينة مارسالا في سواحل صقلية أثناء الحرب البونية الثانية و إذا كان هذا التنوع قد أسهم في تنشيط هذه الصناعة و ازدهارها فإن تأطيرها و تنظيمها المحكم من خلال تنوع أطقمها بداية من قائد الجيوش إلى الملاحين كان له الفضل أيضا في استمرارها و منافستها أعتى القوى البحرية آنذاك.

و على العموم فقد تبين أن تاريخ السفينة الحربية قد ارتبط بظروف السلم و الحرب فبظهور المنافسة الإغريقية في إفريقيا بات من الضروري تكوين إمبراطورية بحرية لمواجهة مختلف التحديات فحاربت الفوصيين الإغريق عام 535 ق م ثم في القرن الخامس دخلت في صراع محتدم ضد إغريق صقلية على إثر معركة هيميرا 480 ق م وواصلت مواجهتها تحرشات طغاة صقلية حتى ظهور الرومان كقوة بحرية في البحر المتوسطأين دخلت مرحلة التراجع و التقهقر