الشعر التعليمي في العصر العباسي

الملخص AR

ظهر الشعر التعليمي كوسيلة لحفظ المتون النحوية و هو يهدف إلى تعليم الناس شئون حياتهم المادية و المعنوية بطريقة مؤثرة و سهلة و يراد به الأراجيز التي نظموها "فجاءت في حكم الأراجيز و القصائد و هو ما يعبر عنه المتأخرون بالمتون المنظومة كألفية الإمام محمد بن مالك في النحو العربي وغيرها مما يجمع قضايا العلوم و الفنون و ضوابطها"

و إذا كان الشعر القصصي تتراءى فيه حياة الجماعات و يدل على تيقظها و تنبهها للحياة و الشعر الغنائي يدل على تطور الحضارات و اتساع سبل الحياة و الشعر التمثيلي يدل على تطور قوي في الحضارة و على سعة تقدم الإنسان في سبيل الحرية الفردية و الاجتماعية فإن الشعر التعليمي يدل على "إقبال الفرد و الجماعات على العلم و التحصيل".

بمعنى أنه يساعد على تيسير حفظ العلوم و سهولة تمثلها و استرجاعها و يقول الجاحظ في هذا الصدد: "فإن حفظ الشعر أهون على النفس و إذا حفظ كان أعلق و أثبت و كان شاهدا و إن احتيج إلى ضرب المثل كان مثلا"

إلا أن البعض خالف الرأي السابق و ذهب إلى وجهة مخالفة وعده منهجا صعب التعلم كابن خلدون حيث يقول في مقدمته: "إن كثيرا من المتأخرين ذهبوا إلى اختصار الطرق و الأنحاء في العلوم يولعون بها و يزنون منها برنامجا مختصرا في كل علم يشتمل على حصر مسائله باختصار في الألفاظ وصار ذلك مخلا بالبلاغة و عسرا على الفهم وربما عمدوا إلى الكتب الأمهات المطولة في الفنون بالتفسير و البيان فاختصروها تقريبا للحفظ.

.

.

و هو فساد في التعليم وفيه إخلال بالتحصيل وذلك لأن فيه تخليطا على المبتدئ بإلقاء الغايات من العلم عليه و هو لم يستعد لقبولها بعد و هو من سوء التعليم ثم فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلم يتتبع ألفاظ الاختصار العويصة الفهم بتزاحم المعاني عليها و صعوبة استخراج المسائل من بينها لأن ألفاظ المختصرات تجدها لأجل ذلك صعبة عويصة فينقطع في فهمها حظ صالح من الوقت.