الحرب و الطفل في عهد الدولة الزيانية (633-962 ه 1235-1554 م)‎ : قراءة في آثارها على حياته الاجتماعية و النفسية

الملخص AR

تكمن أهمية هذه الدراسة التاريخية التي بين أيدينا في كونها تعالج جانبا من الانعكاسات السلبية و المؤثرات التي تخلفها الحرب بالمغرب الأوسط الزياني بكل ألوانها و أشكالها على حياة الطفل و بصورة مركزة في مناحيها الاجتماعية و النفسية.

فمن المعلوم أن مظاهر الحرب و الصراع العسكري التي شهدها المغرب الأوسط خلال العصر الزياني لم تكن تستهدف الطفل بشكل مباشر في مسعى ملامسة غاياتها على اختلافها، إلا أن ذلك ما كان يعني أن يسلم الطفل من سوء تبعات الحرب و أضرارها المتنوعة، و بشكل أخص المخلفات المحتملة على حياته الاجتماعية وأمنه النفسي ولاسيما إذا لم يخف علينا أن الطفل يعد الحلقة الاجتماعية الأضعف تحملا ضمن سلسلة النسيج الاجتماعي لأثقال الحرب و أوزارها المتعددة ذلك أنه في مرحلة عمرية لا تسمح له باستيعاب الغايات الحربية و المرامي التي يبتغيها القائمون عليها.

و هو المنحى الذي يركز صاحب هذه الدراسة على معالجته لتحديد طبيعة تلك المخلفات السيئة، و مستويات التأثير السلبي المحتمل على حياته الاجتماعية و النفسية من جرائها.

و كان من أبرز ما توصلنا إليه في مسارها من نتائج : هو تنامي معدلات اليتم تحت سقف الحرب على تعد غاياتها و تباين أهدافها و عدم صمود الطفل تحت وطأة مظاهر العنف و مشاهد القتل و التعذيب و الحرق و التخريب وأن تلك المشاهد العنيفة تركت أثرا عميقا في نفسية الطفل و بصمات لا تحمد عقباها على كيانه المعنوي و أثرت على حياته الاجتماعية بالإضافة إلى أن معاناة الطفل في ظل ذلك الظرف المضطرب كانت في غالبها معاناة صامتة.