الوزير الفاطمي صلاح الدين الأيوبي 532-589ه 1137-1193م : سيرته و إنهائه الخلافة الفاطمية وسعيه إلى إزالة آثارها

الملخص AR

صلاح الدين الأيوبي شخصية لامعة في التاريخ الإسلامي ولدت من رحم أسرة كردية تحمل تطلعات و طموحات عسكرية و سياسية وقد وفرت هذه الظروف علوا وسموا شخصيته خاصة بعد أن وجد دعما و عناية من قبل أبيه نجم الدين أيوب وعمه أسد الدين شيركوه ليكون سندا و عونا لهما في مشوارهما السياسي بعد أن لمسا فيه تقاعسا وقلة رغبة منه بادئ الأمر للخوض في معترك الحرب و السياسة.

نشأت هذه الشخصية وسط مناخ من الحماسة لمواجهة المخاطر الصليبية التي هددت المجتمع العربي و الإسلامي من قبل نور الدين محمود في حلب و انتهى بها المطاف باعتلائه منصب الوزارة لدى الخلافة الفاطمية في القاهرة و التي سبق لها أن استدعت عمه ليعينها من معالجة أزماتها الداخلية و كانت في الوقت نفسه تقارع الأطماع الصليبية على مدى سبعة عقود و نصف من الزمن ما كان له الأثر الواضح في أن يكون لصلاح الدين صيتا عاليا في احتكاكه و انتصاراته عليهم.

يهدف البحث إلى إبراز شخصية هذا الوزير الذي كان للفاطميين فضل سطوع نجمه في التاريخ وسط مناخ شيعي اسماعيلي متسامح مع باقي الأديان و المذاهب ليغير مسار الدولة في مصر و ينتهج خطا قائما على توحيد البلاد على مذهب اسلامي آخر ولم يتوان في استخدام القوة في عملية التغيير إذا وجد هناك قناعة لغرض ذلك.

اعتمد البحث على أهم المصادر التي تناولت سيرة صلاح الدين مثل: الكامل في التاريخ لابن الأثير و النوادر السلطانية لابن شداد والمواعظ و الاعتبار و اتعاظ الحنفا للمقريزي فضلا عن عدد من المراجع الحديثة.

قسم البحث إلى مباحث ثلاثة : تناول المبحث الأول ولادة صلاح الدين الأيوبي و نشأته و خصاله فضلا عن الظروف التي جعلته قد ذهب إلى مصر بينما تطرق المبحث الثاني إلى سياسته الداخلية و الخارجية و بين المبحث الثالث المحاولات الفاشلة التي بذلت من قبل أنصار الفاطميين لعودتهم لسدة الحكم و وفاته.