التجاوزات السكانية في بغداد و الموقف الشعبي منها بالعهد الجمهوري

الملخص AR

ضمت مدينة بغداد من بين ما ضمت بين جنبات أحيائها، و حولها خاصة، مناطق شرق بغداد المحاذية للسدة الشرقية لنهر دجلة ، تجمعات بشرية و تجاوزات سكانية من الصرائف و بيوت الطين و أحياء الأكواخ ، و التي كانت تمثل عالما آخر، أهم ما يميزه الفقر و الحرمان من أبسط مستلزمات الحياة و شروطها.

و لعله من الأهمية بمكان القول، أن هجرة سكان الريف في العراق إلى المدن، لاسيما مدينة بغداد، تعد واحدة من أهم الظواهر الاقتصادية والاجتماعية السكانية التي شهدتها بغداد في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى و استمرت حتى اوائل ستينيات القرن الماضي تقريبا ( و لازلت).

ثم إنه من الصعب تحديد تاريخ دقيق لبداية تلك الهجرة و ذلك بسبب عدم وجود إحصائيات تمكننا من تحديد عدد المنتقلين و المهاجرين(1).

و على أساس ذلك فإن هجرة الفلاحين إلى بغداد في العهد الجمهوري 1958-1965، و التي أدت في نهاية الأمر إلى ظهور التجاوزات السكانية (الصرائف) وانتشارها في أرجاء المدينة و مختلف أحيائها و التي كانت بمثابة تجمعات فقيرة معدومة طوقت بغداد .

و من هنا سنبحث الموقف الشعبي ازاء هذه التجاوزات السكانية للفترة 1958-1965