عالمية الإسلام في القرآن الكريم و دعوته إلى الأخوة الإنسانية

الملخص AR

عالمية الإسلام في القرآن الكريم و دعوته إلى الأخوة الإنسانية الحمد لله حمد الشاكرين و الصلاة و السلام على النبي الامين محمد و على آله و صحبه الأخيار المنتجبين الى يوم الدينوبعد.

عند تأملنا للخطاب القرآني في اسلوبه و فصاحته و بلاغته و بيانه يظهر لنا واضحا وجه بديع من أوجه الاعجاز وميزه تميز بها عن باقي الكتب السماوية في شمولية الخطاب القرآني و دعوته للوحدة الإنسانية التي شملت أصناف البشر على اختلاف أشكالهم و أجناسهم وأمكنتهم و طوائفهم و ألسنتهم و هذه ميزه رائعة في نظم الصورة القرآنية البليغة التي اخذت على عاتقها جميع الجوانب الإنسانية فخاطب القرآن’ العقل و العاطفة معا و هو للخاصة و العامة.

قال تعالى (يا أيها الناس أني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السموات و الأرض لا اله إلا هو) سورة الاعراف158 فالخطاب في هذا النص الشريف للناس في مختلف الطوائف و الأديان وفي مختلف الازمنة لا فرق بين اشكال البشر و ألسنتهم للمؤمن و الكافر.

قال تعالى(يأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) سورة يونس 104 و كانت دعوات القرآن الى الفضائل السامية و التشريعات الهادية الموجه الى فعل الخير في مختلف الصور فهو بيان و إرشاد للقلوب الغافلة و العقول الحائرة و النفوس الضالة و رحمة للعالمين قال تعالي (و ما أرسلناك الا رحمة للعالمين) سورة الانبياء 107 فالخطاب واضح في ابراز عالمية القرآن نصا و مضمونا وجاء البيان على خطاب(الناس) و (العالمين) فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الباري عز وجل الى جميع الخلق في مختلف العصور.

و دعى القرآن منذ التبليغ الاول الى الأخوة و المحبة و الارتباط لأجله سبحانه فجعل الغني في الاسلام أخا للفقير دون استكبار و الابيض أخا للأسود دون تميز و الحر أخا للمستعبد دون فضل فوثقت وثاق الاخوة بأعظم المواثيق و هو ميثاق المحبة لله و خير مصداق لذلك قوله تعالى(انما المؤمنون اخوة) سورة الحجرات 10 و قول الرسول الاعظم صلى الله عليه و آله و سلم(الناس بنو آدم و آدم من تراب) فالقرآن لكل البشر و محمد صلى الله عليه و آله و سلم لكل الامم فرسالته خاتمة الرسلات و هو خاتم الانبياء و المرسلين.