الصورة في وسائل الإعلام و علاقتها بالواقع

الملخص AR

تردد وسائل الإعلام و بشكل مفرط أنها تتفانى في نقل الواقع وأن الصورة التي تنقلها هي انعكاس حقيقي لهذا الأخير بل إنها الواقع عينه وهي بهذا تجعلنا نسلم بالأمر و نعتبر أن ما نشاهده من صور هو فعلا الواقع ذاته أو الحدث كما حدث.

إلا أن الحقيقة العلمية التي صاغها الباحثون و المفكرون عبر تراكم هام من الدراسات التطبيقية و النظرية تعارض ما يسلم به الجمهور المشاهد الواقع تحت وطأة التدفق الهائل و المتزايد للصور عبر وسائل الإعلام المختلفة في ظل ما يسمى "بعصر الصورة".

و تقوم هذه الرؤية المخالفة لما يعتقده العامة و حتى الكثير من المختصينعلى حقيقة أن الإنسان كان قبل "عصر الصورة" يرتكز في إطلاعه على الواقع على السمع و بالتالي على ما يحمله الصوت من معطيات لإدراكه وأن الدخول إلى عصر الصورة جعل عديد الباحثين يعتبرون ذلك تراجعا لقدرات الإنسان الفكرية من خلال اعتماده المتزايد على المرئيات في إدراكه لواقعه و من هؤلاء عالم السيميولوجيا CH.

Metz الذي اعتبر أن الدخول إلى عصر الصورة هو بمثابة دخول إلى عصر من الانحطاط و الهبوط الإيديولوجي و الفكري للإنسان.

ضمن هذا الطرح الجدلي تندرج إشكالية هذا البحث الذي يحاول إقامة "مناظرة" غير محسومة بين من يعتبر أن الصورة في وسائل الإعلام هي نقل للواقع و بين من يعتبرها تضليلا و انزياحا عنه.