دراسة نقدية سوسيولوجية لمشكلة البطالة و انعكاسها على التنمية في البلاد العربية

الملخص AR

تعد مشكلة البطالة من أكثر المشاكل خطورة على المجتمعات المعاصرة و بخاصة المجتمعات العربية، فهي مشكلة ذات أبعاد متعددة منها الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي و الثقافي.

.

.

.

) كما أن عواقبها مدمرة لأوجه الحياة في المجتمعات العربية، و هذا ما يجعل دراسة مشكلة البطالة و الإحاطة بها أمر في غاية الأهمية على الصعيد القومي العربي أو حتى على صعيد كل مجتمع عربي بمفرده و إذا كانت قوة العمل طبقا للمعايير الدولية تشمل على العمالة-البطالة فإنه يمكن النظر إلى العمالة على اعتبار أنها الجانب الإيجابي المؤثر في القوى العاملة، في حين يمكن النظر إلى البطالة على أنها الجانب السلبي و المعوق للتنمية، و يمكن القول إن مشكلة البطالة عالمية تشكو منها أغلب المجتمعات(1) و إن كانت البلدان النامية و منها البلدان العربية في رى محمد زكي الشافعي-أن من خصائص الدول النامية شيوع ظاهرة البطالة و التبعية الاقتصادية للخارج، فالبطالة يمكن ملاحظتها بصورة جلية في القطاع الزراعي، حيث يعمل العدد الأكبر من القوة العاملة في هذا القطاع، فهذه الأعداد من القوة العاملة لابد من الوقوف بجانبها و تأمين حاجاتها لأن البطالة تدفع هذه الأعداد الكبيرة إلى سلوكيات كالانحراف و الجريمة أو الاتجاه إلى اليأس و المشاكل النفسية و هذا ينعكس على الوضع الاجتماعي بالسوء و التخلف(2) و العمل على إضعاف استقرار المجتمع و إحداث مزيد من الخلل في مكوناته و هذا يعتبر هدر للطاقة البشرية التي يمتلكها المجتمع و عدم وجود خطط و برامج علمية للاستفادة من أصحاب هذه الكفاءات و المهارات التي ينفق عليها من الأموال العامة للدولة، و هذا يزيد الحرمان في هذه المجتمعات، فظاهرة البطالة بدأت تتفاقم في المجتمعات العربية، و باتت مشكلة خطيرة تهدد أمن و استقرار هذه المجتمعات.