التعايش بين الشباب الجامعي في ضوء نظرية التفاعلية الرمزية : دراسة ميدانية على طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الملخص AR

يعد التعايش الاجتماعي حاجة أساسية للمجتمع الإنساني و مؤشرا على الاستقرار و الازدهار و التقدم لذا فإن حاجة المجتمع إلى التعايش الاجتماعي ضرورة ملحة في بيئة يسودها الأمن و الأمان و الذي ينعكس بصورة طبيعية على سلوكياته و منجزاته و درجة تقدمه و رقيه.

فهذا المناخ الاجتماعي الإيجابي يبعث الطمأنينة في النفوس و يشكل حافزا للعمل و الإبداع و الاستقرار.

فالمجتمعات الإنسانية التي تحتوي على التعدد و التنوع الثقافي و العرقي يمكن التعامل معها بوعي تام عندما يحول التناقض إلى تكامل و التصادم إلى تعايش و التعصب إلى تسامح ذلك لأن التنوع و التعدد و الاختلاف في الكون واقع ملموس وفيه حكمة إلهية في الحقيقة إن هذا الاختلاف و التنوع شأن فطري و طبيعي في المجتمع الإنساني منذ الخليقة حيث اقتضت حكمة الله تعالى ذلك و لا سبيل إلى إلغائه أو تجاهله فهو مصدر للثراء و الرقي الإنساني إذا ما وفق المجتمع في تعزيز مبدأ ثقافة التعايش في المجتمع.

لذا فثقافة التعايش الاجتماعي ضرورة حياتية للتقارب بين التنوع و الاختلاف في المجتمع و ضرورة حضارية إنسانية للتواصل و التفاهم بين البشر.

و بناء على ذلك يتوقع من المجتمعات أن تتعامل مع ذلك الواقع بوعي و حكمة لتمهد الطريق أمام الجميع للعمل بروح الفريق في بيئة يسودها التعايش السلمي و التسامح و الالتزام بحقوق المواطنة للجميع و احترام و كفالة حقوق الانسان وحرياته الأساسية و التي تنبثق منها و تتأسس عليها مجموعة من المبادئ و القيم الكبرى وفي مقدمتها مراعاة الفطرة و الحرية و العدل و المساواة و حسن الجوار و الأمن باعتبارها شروطا ضرورية لتحقيق التفاهم و التعايش بين البشر المختلفين أفرادا و يجنبها مظاهر العنف و الإقصاء و العنصرية بشتى أنواعها و يكفيها شرور الصراع و الأزمات الاجتماعية المقيتة.