الأنشطة البشرية علي طريق المنصورة–جمصة : دراسة جغرافية

الملخص AR

تمثل الطرق أحد العناصر المهمة في نظام النقل بل هي أحد عناصر أربعة لا تتم عملية النقل بدونها و هي: شبكات الطرق و عقد النقل ووسيلة النقل و المواد المنقولة.

و تتداخل هذه العناصر و لكن بدرجة أكبر من الشبكة و العقدة بحيث يعتمد الفهم الصحيح لأحدها على الآخر و يرجع الاهتمام بشبكات النقل إلى دور الطرق في توطن الأنشطة البشرية بصفة عامة و الاقتصادية بصفة خاصة و تحقيق التنمية إذ تمثل أحد المتطلبات الأساسية لتحقيق التطور و الانتعاش الاقتصادي و الاجتماعي في أي منطقة و تسهم شبكات النقل في نمو الأنشطة البشرية بصورة سريعة بل و تغير من استخدامات الأرض في كثير من القطاعات التي تمر بها الطرق و النقل هو العمود الفقري للنشاط البشري كما أنه يكون جزءا من البنية الأساسية للتخطيط و التنمية بكافة أشكالها و تشير شبكات الطرق في أي إقليم أو منطقة إلى درجة التقدم الاقتصادي بها حيث تعتبر شبكات الطرق من أهم العوامل المرتبطة باستغلال المحلات العمرانية و تنميتها ولاسيما أنها تعد عصب النشاط البشري و الاقتصادي و تلزم في عملية تجميع السلع في مناطق الإنتاج وتوزيعها في أسواق الاستهلاك و لهذا ينظر إليها على أنها القاعدة الأساسية لتنفيذ مشاريع خطط التنمية الاقتصادية كما يمثل الهدف الرئيسي لبناء شبكات الطرق العمل علي تنمية و ازدهار المواقع الجغرافية و زيادة التفاعل المكاني عن طريق الربط بين نشاطي الإنتاج و الاستهلاك.

و من هذا المنطلق يهتم هذا البحث بدراسة أثر الطريق في توطن الأنشطة البشرية و تنوعها على جانبيه و تأتي أهمية الدراسة في محاولة لفهم طبيعة الأنشطة وتوزيعها الجغرافي على جانبي طريق المنصورة- جمصة من خلال تقسيمه إلى قطاعات حسب الأهمية النسبية لتوزيع الأنشطة البشرية و خاصة توزيع الأنشطة الاقتصادية الناشئة علي القطاع الأول المنصورة - كوبري عمار و هو الأحدث من حيث النشأة و يتسم هذا القطاع من الطريق بالتعدي علي الأراضي الزراعية علي جانبيه في شكل من أشكال الانفلات العمراني بعد أحداث ثورة يناير 2011 حتي الوقت الحاضر مما دعا ذلك إلى زيادة اهتمام الباحثة بهذه الظاهرة السلبية التي تفقد فيها أراضي من أخصب أراضي الدلتا المصرية من خلال إقامة الأنشطة البشرية و خاصة الأنشطة ذات المساحات الكبيرة من الأراضي كمخازن الأخشاب و السيراميك ومواقف سيارات النقل الثقيل و الشاحنات و هذا ما جعل ظاهرة الانفلات في التعدي علي الأراضي الزراعية واحدة من أهم المشكلات التي تتعرض لها الأراضي الزراعية في الدلتا و من ثم وجب تحديد أبعادها المختلفة علي أمل التوصل إلى حلول لوقف إهدار المساحات الزراعية الخصبة من أراضي الدلتا المصرية و التي تمثل الأمن الغذائي القومي لسكان مصر و خاصة أنها تكونت عبر آلاف السنين بفعل طمي النيل تهدر قيمتها في بضعة أيام و شهور حيث يمثل معدل تآكل الأراضي الزراعية للسكن أو الخدمات و المرافق بالمعمور الفيضي حول 45 مترا لكل نسمة من الزيادة السكانية.