نزعة التنوير عند الكلبية

الملخص AR

لقد ساد الانطباع حول المدرسة الكلبية بأنها تتجه للنفع و اللذة و بما أنها متجذرة عن المذهب السقراطى العتيد فإنها خرجت عن الطابع الكلى لفلسفته إلا أن هذا البحث يبين أن الكلبيين في رؤيتهم التنويرية لم يخرجوا عن النسق الفلسفي لسقراط و تشربوا نهج السخرية و التهكم منه وسلكوا دربا مختلفا في تنويرهم عنه.

و إذا كان التنوير محله العقل بالمفهوم المعاصر للاصطلاح فإن الكلبية حاولت بما تملك نبذ الموروث الشائع لأجل الإصلاح و التنوير فحسب ولم تكن مواقفهم من الدين و الأخلاق السياسة و الإنسان في عمويتها و الطبيعة في وفاقها أو على نحو ما اعتيد من تناول الاصطلاح ’العيش وفق الطبيعة‘ في مدارس الفكر الهيللينستى هو السخرية بل بناء حالة من التنوير في المجتمع الذى عج بالخلل الصريح.

وقد تألفت الدراسة من أربعة عناصر أما نوضح فيها أهمية الموضوع و منهجه و إشكالياته و بنيته وأما العنصر الأول و هو بعنوان التنوير و الكلبية و نتناول فيه معنى التنوير لغة و اصطلاحا ثم نعرج لتناول نشأة المفهوم في أوروبا ثم نبين الإطار العام الذى يحكم المذهب الكلبى على نحو مجمل دون استطراد.

وأما العنصر الثانى و هو بعنوان نقد الموروث فعددنا فيه نقد الفيلسوف الكلبى للعادات الشائعة سواء أكانت عادات الفرد كالمأكل و الملبس و المشرب و الزينة وغيرها أم عادات الأسرة و مفهوم الزواج و إنجاب الأطفال و تربيتهم أم عادات المدينة في المواطنة و النفي و العمل السياسى.

وأما العنصر الثالث و هو بعنوان المواطنة الكونية و هو مفهوم جوهرى تخلل بنية الفكر الهيللينستى عموما وأما العنصر الرابع و هو بعنوان الفضيلة و نتعرض فيه للمفهوم كرؤية تنويرية طرحها الكلبيون.