الثقافة المجتمعية بين انتشار المدارس الخاصة و ندرة الموارد المالية في مجتمع صعيد مصر : ورقة عمل

الملخص AR

لقد شهدت منظومة التعليم في المجتمع المصري –بجميع أقاليمه و محافظاته– في السنوات و العقود القليلة الماضية نموا متزايدا في أعداد المدارس الخاصة و معدلات إنشائها، بحيث أصبحت هذه المدارس عاملا مؤثرا في المنظومة التعليمية برمتها في مصر، كما أصحبت تؤثر بشدة ولها انعكاسها علي النواحي الاجتماعية و التربوية و التعليمية وغيرها في المجتمع المصري.

ولذلك لم يعد دور التربويين و الباحثين في المجالات التربوية و التعليمية مجرد إبداء الرأي في مدي شرعية و قبول هذه المدارس الخاصة من عدمه، و إنما في تقويم جوانب العملية التعليمية في هذه المدارس و الكشف عن و اقعها، بما يساعد في تحديد واقعية دورها التربوي و التعليمي، ومدي تكاملها مع مدارس التعليم الحكومي، ومدي مشاركتها في تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و التعليمية في المجتمع المصري.

كما تعاني المدارس الخاصة مثلها مثل المدارس العامة من عدة مشكلات، وأن اختلفت هذه المشكلات في مضمونها و درجة تأثيرها، حيث يشترك كلاهما في مشكلات تعليمية عدة تتصل بالمناهج و المقررات و مستوي المعلم، كما أن المدارس الخاصة ما زالت تقليدية في ممارساتها تغلب عليها ثقافة الذاكرة و التلقين و الحفظ و تستند إلى الامتحانات وحدها في الحكم على أداء التلاميذ و تغيب عنها الرؤية التكاملية للمناهج و لعمليتي التعليم و التعلم و الانعزال عن خدمة المجتمع غير الربحية فضلا عن التقويم التقليدي المنفصل عن سياق العملية التربوية و التعليمية (أحمد حسين الصغير 2009م: 265، و عبد العاطي أحمد عبد العزيز، 2005م، ص م).

كما أن جودة العملية التعليمية ليست دائما في صالح التعليم الخاص كما يدعي أحيانا بعض رجال التربية و التعليم، فكثيرا من المدارس الحكومية ثبت جدارتها و حققت نتائج عالية في مستوي خريجيها في جميع المراحل الدراسية (عبد المعين سعد الدين 2009م: 65، و William، D.

، 2009: 84).

كما أن هناك مدارس حكومية أخري إذا ما توفرت لها بعض الإمكانيات المادية لتفوقت في جودة أداء العملية التربوية بها، كما تفوق طلابها نظرا لمستوي طموحاتهم الاجتماعية و التعليمية المرتفعة عن طلاب المدارس الخاص.