أثر الجهود الحكومية في الارتقاء بمهنة التعليم في جمهورية مصر العربية

الملخص AR

ترتبط التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ارتباطا وثيقا بنظام التعليم و التدريب في البلاد حيث يقوم التعليم بدور هام و مهم في تنمية الموارد البشرية فتنمية الموارد البشرية تعتمد اعتمادا مباشرا على القوة الكامنة في النظام التعليمي و من ثم فلا تنمية و لا إنتاج دون أن يكون التعليم عاملا حاسما فيهما فالتعليم هو الذي يعظم قدرات الفرد و يطور آدائه و يزيد قدرته على العمل و الإنتاج.

فالتعليم يعد مسؤلا عن إعداد الإنسان و تأهيله من خلال إكسابه المعارف و الأفكار و المهارات التي تساعده على تحقيق أهدافه و تحسين حياته و تطوير مجتمعه و من خلال التعليم أيضا يتم ترسيخ قيم الحرية و العدالة الاجتماعية والمواطنة و نشر السلام و التفاهم بين الأمم و الشعوب (UNSECO– UNCEF: 2013: 24).

و التعليم الحديث المتطور ينتج متعلمين أكثر نشاطا و قدرة على العمل و الإنتاج و يساعد المتعلمين في تحقيق أهدافهم و طموحاتهم و الاعتماد على ذواتهم كما يساعدهم على التكيف مع التغيرات التى تطرأ في مجتمعاتهم و من أجل ذلك فقد طالبت الأمم المتحدة بتقديم تعليم عالي الجودة حتى يكتسب الفرد المتعلم المعارف الحية و المهارات الحياتية و تنمية التفكير العلمي و النقدي و الإبداعي لديه (UN: 2013).

وتعتبر نوعية المعلمين الجيدة عاملا مهما في تحديد جودة التعليم لذا ينظر إلى المعلم على أنه العنصر الفاعل في النظام التعليمي فالمعلم أحد أضلاع المثلث التعليمي الذي يشمل كلا من (المعلم و المتعلم وموضوع التعليم) والمعلم هو حجر الزاوية في العمل التعليمي حيث تقع عليه مسؤليات كبيرة فهو ناقل المعرفة و مكسبا للمهارات و ممكنا للقيم و الاتجاهات و من هنا يتضح عظم دور المعلم (ممدوح الصدفي أبو النصر سالم هيكل: 1988م: 326).

فمعلوم أن توفر المعلم الكفء و الارتقاء بمستوى مهنة التعليم سوف يزيد بالطبع من فاعلية النظام التعليمي ويسهم في تحديد نوعية مستقبل الأجيال و من هذا المنطلق فقد أصبح المعلم هو نقطة الانطلاق و حجر الزاوية في أي إصلاح تربوي و بالتالي فإن العناية بإعداد المعلم و الارتقاء بمستواه العلمي و المهني يعد أحد الركائز الأساسية التي ينبغي أن يقوم عليها أي إصلاح تعليمي(Rahmans، 2010).

و لقد قامت الحكومة المصرية في العقود الثلاثة الماضية بجهود حثيثة تستهدف الارتقاء بمهنة التعليم وذلك من خلال إعداد المعلمين و تأهيلهم علميا و تربويا و تحسين أوضاعهم المعيشية و الاجتماعية وذلك أملا في تحقيق النهوض بالعملية التعليمية بالبلاد و إحداث نقلة نوعية بها