القيم و التفكير الاستراتيجي في مهام الإدارة المدرسية و انعكاساتها على المناخ المدرسي

الملخص AR

لقد مر التعليم في سلطنة عمان بمراحل مختلفة واكبت مستجدات التطوير و متطلباته و استندت كل مرحلة منها إلى منطلقات اشتقت من احتياجاتها فقد كان الاهتمام بنشر التعليم هو الهاجس الأول في بداية النهضة (1975-1995م) لذا كان التركيز على التوسع الكمي للتعليم لضمان وصول الخدمة التعليمية إلى أبناء السلطنة و بعد أن تحقق هذا الإنجاز عملت السلطنة على تحسين الكفاءة الداخلية للنظام التعليمي وجودة الإدارة المدرسية و تطوير برامج التعليم و مناهجه بما يواكب المستجدات التربوية الحديثة (وزارة التربية و التعليم 2014م ص 11).

فاهتمت سلطنة عمان بتنمية الشخصية العمانية من خلال حرصها على الدعوة إلى القيم و المبادئ التي يجب على المتعلم العماني أن يتحلى بها وذلك من خلال مضامين المناهج التعليمية التي تنادي إلى احترام الغير و تبني قيم الحداثة و التطور و التحلي بقيم الإنسانية و العدالة والواجب تجاه الأخر.

(وزارة التربية و التعليم 2016م ص 11).

و تذهب مختلف الدراسات مثل دراسة (بوكرمة 2012) و دراسة (شميعة 2012) إلى أن التربية تمثل مجموع العمليات التي يستطيع بها المجتمع أن ينقل معارفه و أهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه فهي تساعد الإنسان منذ صغره على التكامل التدريجي في جميع نواحي شخصيته تكاملا حرا و موجها حتى يستطيع التلاميذ التفكير في أمور حياتهم و التعامل معها و يمكنهم بالتالي مواجهة الظروف التي تصادفهم ليتمكنوا من التكيف معها و المحافظة على بقائها و تكون محصلة هذه العمليات نموا في القيمة قوامه اكتسابهم لعادات ملائمة لغايات مرجوة من قبل.

فلا يمكن أن توجد تربية بدون وجود أحكام القيم.

وعليه يمكن القول إن الهدف من العملية التربوية هو تغيير الفرد لينمو و يتغير سلوكه و يتطور حتى يستطيع أن يساهم في رقي و تطوير مجتمعه بحيث تتخذ أنماط سلوكه في المجتمع مسارا بحسب مجموعة من القيم وفق الإطار المرجعي العام الذي يمثل نوعا من الثقافة السائدة فيه.

لذا يرى الباحث أن المدرسة تعد بيئة مناسبة لترسيخ القيم و المبادئ الأخلاقية لدى التلاميذ هذا إلى جانب القيم الداعمة للتنمية و السلامة الوطنية و لكن هذا يتطلب ثقافة عامة في المناخ المدرسي مبنية في تنظيمها و أهدافها ووسائلها على قيم سليمة فعملية ترسيخ القيم لدى التلاميذ لن تؤدي إلى نتائج ملموسة ما لم تكن المدرسة كنظام اجتماعي يترابط فيه المديرين و المعلمين و الإداريين و تتشابك مصالحهم من خلال العلاقات القيمية المنشودة.