تقييم برنامج الإعداد المهنى لمعلمى المعاقين عقليا بكليات التربية في ضوء الكفايات التدريسية

الملخص AR

يعد موضوع ذوى الاحتياجات الخاصة من الموضوعات الحديثة التى شغلت اهتمام علماء النفس و الاجتماع و التربية حيث لا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات- مهما بلغت درجة تحضره- من مظاهر هذه الفئة فهناك نسبة كبيرة من ذوى الاحتياجات الخاصة في العالم.

و تعتبر فئة الإعاقة العقلية إحدى فئات ذوى الاحتياجات الخاصة الأكثر شيوعا مقارنة بالفئات الأخرى كالسمعية و البصرية و الحركية و اللغوية حيث أشار ليرنر أن أكثر فئات الإعاقة شيوعا في المجتمع الأمريكى هى فئة صعوبات التعلم تليها فئة الإعاقة العقلية(الخطيب و آخرون 2007 154) و تشير الإحصاءات العالمية إلى أن نسبة انتشار الإعاقة العقلية بمختلف درجاتها تبلغ من (2.5 إلى 3% ) تقريبا من جملة عدد السكان على مستوى العالم و هذه النسبة ليست ثابتة في كل المجتمعات بل تزداد بانخفاض المستوى الاقتصادى و الثقافي في المجتمع حيث تصل إلى (7% ) في المناطق الفقيرة و المكتظة بالسكان( صابر2011 37) لذا حظيت الإعاقة العقلية باهتمام العديد من الباحثين في محاولة منهم لتصنيف هذه الفئة حتى يمكن التعامل معهم و محاولة تلبية احتياجاتهم.

وقد أشارت العديد من الدراسات و منها دراسة جاد (2014) أن التلاميذ المعاقين عقليا يعانون من صعوبات و مشكلات عديدة ترجع في معظمها إلى تدنى مستوى ذكائهم مقارنة بمن هم في مثل أعمارهم وأن هذا التدنى يؤثر على كثير من وظائفهم الإدراكية و الحسية لذا حظى ميدان الإعاقة العقلية بأهمية بالغة في الدول المتقدمة و النامية على حد سواء و التى استدعت تدخل العديد من علماء التربية حيث يتوقف نجاح تعليم هذه الفئة على عدد من العوامل أبرزها توفير المعلم الكفء القادر على تهيئة المواقف الدراسية (مايبرى و لازاروس 2008 15-16) و يدعم ذلك ما أشار إليه (محمد 2005 351) أن 60% من نجاح العملية التربوية يقع على عاتق المعلم بينما يتوقف 40% على الإدارة و المناهج و طبيعة المتعلم و ظروف و إمكانات المؤسسة التعليمية.

و مما يجعل توافر المعلم الكفء في مجال الإعاقة -بصفة عامة- و مجال الإعاقة العقلية- بصفة خاصة - أمرا ضروريا أنه يتعامل مع تلاميذ ذوى خصائص و حاجات نفسية و قدرات بدنية و عقلية خاصة حيث إنه مطالب بفهم تاائص تلاميذه النفسية و سلوكهم و حاجاتهم و ميولهم و اهتماماتهم و التى تختلف عن العادين و بينهما فروق فردية شاسعة كما أنه مطالب بتقديم ما يناسبهم بالأساليب و الطرق التى تتمشى مع مستوياتهم المتباينة أى أنه يحتاج إلى كفاءة خاصة و قدرات عالية و مهارات متنوعة لأنه يواجه بتحديات عديدة لذلك يجب أن يولى إعداد هذا المعلم اهتماما خاصا وأن يخطط له البرامج التى تكفل له القدر اللازم من الإعداد العلمى و المهنى لقيامه بعمله بكفاءة و فاعلية.

( جاد 2014 362) و من هذا المنطلق فإن موضوع إعداد معلم المعاقين عقليا يمثل إحدى القضايا التى تشغل أذهان المهتمين بشئون التربية و التعليم عالميا و محليا.