مقارنة الخصائص السيكومترية لاختبار المصفوفات المتتابعة العادية لرافن ورقيا و إلكترونيا لدى طلاب كلية التربية

الملخص AR

يقول "جيلفورد" إن تقدم أي علم من العلوم إنما يقاس بقدرة هذا العلم على تطويع و استخدام رياضياته و رياضيات علم النفس هي عمليات القياس ومهما كان مقدار الصحة في قول جيلفورد فإنه مما هو معروف أن عملية القياس في أي ميدان تقود بالضرورة إلى القدرة على التنبؤ الذي يؤدي كذلك إلى الهدف البعيد لأي علم من العلوم و هو التحكم في البيئة الخارجية و ضبط متغيراتها و السيطرة عليها (سعد عبدالرحمن 2008 18).

و يمثل القياس النفسي و تطوره نموذجا لأهم ملامح التطور في مسار علم النفس و يلاحظ من خلال هذا التطور كيف انطلق قياس الظاهرة النفسية خارج جدران المعامل و تحررت الظاهرة من أسر المناهج الفسيولوجية و تحددت معالمها و موضوعيتها من خلال القياس بدلا من الاستبطان وقد وفر لها القياس أساليب جديدة في الملاحظة و الفحص و أدوات مستقلة للتقييم (صفوت فرج 2017 23).

و من المعروف أن الصورة الورقية كانت هي النوع السائد لأدوات القياس حتى وقت قريب و لكن مع تطور التكنولوجيا و ظهور الحاسبات الآلية و انتشارها بشكل كبير و بسبب زيادة كفاءتها بدأت بعض النماذج من الاختبارات الإلكترونية في الظهور و الانتشار وفي أواخر الستينات وبداية السبعينات بدأت بعض الجهات غير الأكاديمية بتطوير بعض الاختبارات الإلكترونية أما في الجهات الأكاديمية كالمدارس و مؤسسات التعليم العالي فلم تذكر الاختبارات الإلكترونية إلا بعد عام (1986) حيث بدأ من ذلك الوقت ظهور بعض النماذج من الاختبارات الإلكترونية في مجال التربية و بدأت بعض المدارس و بعض مؤسسات التعليم العالي في استخدام هذه الاختبارات وقد صاحب ذلك قيام الباحثين بدراسة موضوع الاختبارات الإلكترونية و مقارنتها بالاختبارات الورقية و دراسة العوامل التي قد تؤثر على الأداء فيها ((Russell، Goldberg & O’Connor، 2003، 283.

وكما أن التقويم هو فرع من فروع التربية فإن التقويم باستخدام الحاسب الآلي هو فرع من فروع التقويم و يعكس هذا الفرع التفاعل بين التقويم و التكنولوجيا فلقد أثر الحاسب الآلي على كل مجالات التقويم التربوي رغم أن نسبة قليلة من المدرسين هي التي تستخدمه و يسود استخدام الحاسب الآلي بنسبة أكبر بين المهتمين بتحليل بيانات الاختبارات كجزء أساسي من مهنتهم أكثر منها بين المدرسين في المدارس الذين يطبقون أدوات التقويم التي يعدونها بأنفسهم وهناك العديد من مجالات التقويم التي تأثرت بالحاسب الآلي إلا أن أكثرها ارتباطا بالتقويم المجالات التالية: بناء الاختبارات و إجرائها و تحليل بياناتها (رجاء محمود أبو علام 2005 424).