تقويم محتوى كتب التربية الدينية الإسلامية بالمرحلة الثانوية في ضوء قيم التسامح الديني وفقه الاختلاف

الملخص AR

تسهم التربية الدينية الإسلامية في بناء الإنسان الصالح حيث إنها تحدث تغييرا إيجابيا في سلوك الإنسان، و تكوينه النفسي، و العقلي، و الجسمي و تجعله قادرا على إظهار إمكاناته، و قدراته، و مهاراته المختلفة لتحسينها، و الرقي بها ليصبح قادرا على التكيف في المجتمع الذي ينشأ فيه.

و التربية الدينية الإسلامية - كرافد من روافد التربية - تحث على التنمية المستمرة لمختلف جوانب الشخصية الإنسانية، على هدى من الأسس، و القيم، و التوجيهات، و التعاليم الإسلامية الواردة على وجه الخصوص في الكتاب العزيز، و السنة النبوية المطهرة لتحقيق أهداف الإسلام في حياة الفرد و الجماعة.

( سيد طهطاوي 2003 46 ).

كما أنها عملية إنسانية تستهدف تنمية الإنسان في مراحل حياته بما يوافق أحكام الإسلام، و تعاليمه، و روحه و تعمل التربية الدينية الإسلامية على تحقيق أهداف الإسلام، في تنشئة أبنائه على عقيدته، و مبادئه، و قيمه، و مثله وفي التسامي بفطرتهم إلى الغاية التي رسمها لهم.

( عبد الله الأزدي 2004 37 ).

و تهدف أيضا إلى تنمية فكر الإنسان، و تنظيم سلوكه، و عواطفه، على أساس الدين الإسلامي بقصد تحقيق أهداف الإسلام في حياة الفرد، و الجماعة في كل مجالات الحياة.

( حسان حسان و آخرون 2005 23 ).

و من أبرز أهداف التربية الدينية الاسلامية في حياة الإنسان و المجتمع ما يلي: 1- الأهداف الدينية: تتمثل في إعداد الإنسان المؤمن بالله - تعالى -، العابد له، العامل بأوامره، و المجتنب نواهيه.2- الأهداف الروحية: تتمثل في تدعيم القيم الروحية في الإنسان، و المجتمع.3- الأهداف الأخلاقية: تتمثل في إعداد الانسان على خلق عظيم، و العمل على تدعيم القيم الأخلاقية.4- الأهداف المعرفية: تتمثل في تنمية، و ترقية القوى العقلية، مثل: التفكير، و التذكر.5- الأهداف الاجتماعية: تتمثل في بناء المجتمع على أسس التعاون، و التكافل الاجتماعي، و العمل على تدعيم القيم الاجتماعية.6- الأهداف الدفاعية: تتمثل في الدفاع عن العقيدة الإسلامية، و إعداد الإنسان القوي.7- الأهداف الجسمية: تتمثل في الطهارة الجسدية.

( غازي حجو فارس عيسى 2007 41 ).

و تحتل القيم مكانة مهمة في التربية الدينية الإسلامية لأن لها نظاما قيميا تغرسه في نفوس أبنائها منذ الصغر و تستمر في تعزيزه خلال مراحل حياة الإنسان المختلفة لأنها تقوم بدور أساس في تشكيل شخصية الإنسان فتحدد سلوك الفرد و تجعله قادرا على التكيف مع الحياة، و ما فيها من مصاعب و تحقق له رؤية واضحة عن معتقداته و تصلحه نفسيا، و خلقيا.

( شيماء الجودر 2007 28 ).

كما أنها مركز أساسي في توجيه العملية التربوية لما لها من أهمية كبيرة في حياة الفرد حيث إنها ترتكز على المعتقدات لدى الفرد وهي المعايير التي من خلالها يقوم الفرد بحل مشكلاته مع الآخرين و تسهم بشكل فاعل في تحديد طبيعة التفاعل معهم وهي التي تنظم سلوك الجماعة، و توجهه إلى ما هو مقبول و مرغوب فيه، و تبعده عما هو مرفوض و منبوذ.

( فتحي يونس و آخرون 2007 89 ).

وهناك مؤشرات تدل على القيم و تميز بينها و بين العادات، و تتمثل هذه المؤشرات في ظهور اهتمامات الشخص بالقيمة، و اتجاهاته نحوها بالإضافة إلى الآمال، و التطلعات، و المشاعر، و المعتقدات، و القناعات، وأوجه النشاط، و الأفعال، و الهموم، و المشكلات، التي يبرز من خلالها جميعا أن هذا الشخص يتبنى القيمة الفلانية و من خلال هذه المؤشرات يتضح العمق الثقافي للقيم، بالإضافة إلى المكونات الثلاثة: المعرفي، و الوجداني، و السلوكي.

( إيمان سعد الدين 2009 64 ).