الآثار البيئية المترتبة عن مشروع المياه المنقولة لمدينة طرابلس بليبيا

الملخص AR

تناولت الدراسة تاثير مشروع المياه المنقولة لمدينة طرابلس بليبيا على النشاط الإقتصادي و خاصة الإنتاج الزراعي و كذلك الجانب الحضري، و الجانب الصناعي و الخدمي بالمنطقة مقارنة بالمناطق التي لا تعاني من ندرة المياه في ليبيا.

وذلك من خلال الاعتماد على التقارير و الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة بليبيا و تحليل تلك المعلومات احصائيا.

تم إستخدام المعلومات المتوفرة عن منطقة الدراسة من خلال توزيع استمارات استبيان تتعلق بالجانب الحضري و عددها 125 استمارة استبيان احتوت على العديد من التساؤلات التي تخدم الدراسة.

كما تم توزيع عدد 50 استمارة استبيان على أصحاب المزارع بمنطقة الدراسة التي تخدم الدراسة من حيث الجانب البيئي.

بالإضافة لتوزيع عدد 25 استمارة استبيان على المواقع الصناعية و الخدمية و التي تخص الدراسة من الجانبين الصناعي و الخدمي.

وقد تم تحليل هذه الاستبيانات بأستخدام بعض أساليب الإحصاء الوصفي و المتمثلة في الانحراف المعياري و التكرارات و النسب المئوية لعرض البيانات التي تعكس المتغيرات الشخصية لمفردات العينة إلى جانب بعض الأساليب و الاختبارات الإحصائية الإستنتاجية الأخرى كما تم معالجة بيانات الدراسة إحصائيا من خلال برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الإجتماعيةStatistical Package for Social Sciences (SPSS)حيث تبين أن نقص المياه في منطقة الدراسة قد أدى إلى إنخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية و ضعف المردود الاقتصادي منها كما أدى أيضا إلى إضطرار السكان بهذه المنطقة لتعويض العجز المائي الحاد في إحتياجاتهم المائية اليومية بتأمينها من خلال شراء المياه باسعار عالية تثقل كاهلهم و جلبها من أماكن أخرى بعيدة بواسطة الخزانات المحمولة على الشاحنات الأمر الذي يكلف المواطن نفقات إضافية مباشرة من دخله السنوي المحدود و أيضا تسبب لهم في تكاليف أخرى غير مباشرة نتيجة الإحتياج إلى تخزين تلك الكميات من المياه المنقولة بالإضافة إلى عدم ضمان جودة المياه المنقولة و ما قد ينتج عنه من مشاكل صحية للسكان مما يؤكد أن النقص الشديد و ندرة المياه التي تعاني منها منطقة الدراسة له تأثيرات بيئية و إجتماعية و إقتصادية كبيرة بالغة الأهمية و يؤثر بشكل مباشر على مستوى المعيشة لسكان هذه المنطقة وربما يسبب في هجرة وترك بعض السكان لهذه المنطقة، مالم يتم العمل على معالجة هذه المشكلة بشكل نهائي من خلال الإسراع في إستكمال تزويد كامل منطقة الدراسة بمياه النهر الصناعي من منظومة جبل الحساونة - الجفارة عبر خزان سيدي السائح لمعالجة الوضع المائي المتأزم بمنطقة الدراسة.

وفي ظل هذا الوضع المائي الحرج الذي لا يمكن معه إصلاح الوضع الزراعي كان من الضروري البحث عن مصادر جديدة للمياه فتمت المفاضلة بين خيارات متعددة.

و من خلال الدراسة ثبت أن جلب المياه من جنوب البلاد بواسطة نهر صناعي هي أقل الخيارات كلفة و أكثرها كمية و الأقل مشاكل بيئية لنقل أكثر من 2 مليار متر مكعب من المياه الصالحة للإستعمال سنويا في مختلف الأغراض حيث تم تخصيص ما نسبته حوالي 80 % منها للأغراض الزراعية لتحقيق تغيرات مهمة إقتصاديا و إجتماعيا و بيئيا وذلك بتحقيق ماهدفت إليه الخطط التنموية السابقة و التي تعترث بسبب مشكلة نقص المياه.