السلوك الاستراتيجي الأمريكي و ديناميكيات تغيير معادلة التحكم في مستقبل الشرق الأوسط

الملخص AR

يرمي السلوك الاستراتيجي الأمريكي خلال المرحلة الراهنة إلى اعتماد ديناميكيات فاعلة من أجل تغيير معادلة التحكم بمستقبل الشرق الأوسط و التوجه نحو تمكين مقومات الهيمنة على العالم من جديد و لكن تحقيق هذه المعادلة ليس بالأمر السهل في ظل متغيرات القوة في الكثير من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية وفي مقدمتها منطقة الشرق الأوسط لا سيما و إن الأخيرة باتت متأثرةبالتحولات الاستراتيجية في البيئة السياسية الدولية المرتبطة بالبيئة الإقليمية و توازناتها الثنائية (روسيا و إيران تركيا و السعودية إيران و سوريا و العراق و إيران).

فالتوازنات الإقليمية على هذا المنوال باتت مرتبطة بشكل كبير بمفهوم القوة النوعية لكل طرف و مدى تأثيره في تغيير معادلة التحكم بمستقبل الشرق الأوسطمما أدى ذلك إلى التراجع عن الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة في مرحلة سابقة و السبب في ذلك ظهور بوادر تلاشي تبعية منطقة الشرق الأوسط لصالح طرف واحد (تحكم الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة) إذ عدت الأخيرة أسلوب الاعتماد على تنفيذ استراتيجياتها الأمنية و السياسية في منطقة الشرق الأوسط يقع ضمن مجموعة من الأولويات الضرورية للارتباط بمصالحها الذاتيةبالمنطقة من دون إحداث التغيير الجوهري داخل دولها و إنما العمل على تغيير الديناميكيات الإقليمية التي تأتي منها تداعيات المواقف حيال أزمات المنطقة و من الضروري أن يجريبناء الأسس الإضافية في استراتيجيتها المتعلقة بالتحكم بمستقبلدول الشرق الأوسط الأمريكية حصرا ضمن حدود التحالفات الأمنية و السياسية الحاصلة ضمن سياسة تعدد المحاور و التكتلات الاستراتيجية مع التركيز على مقومات القوة الاقتصادية الحاكمة على المنطقة كونها المؤشر الحقيقي للدخول في حقبة العولمة الاقتصادية الجديدة المتصاعدة تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية إذ عد الخبراء الاستراتيجيون إن القوة الاقتصادية وليست القوة العسكرية هي وحدها المقياس و المؤشر المهم في تحديد مدى ما تتمتع به من قوة عالمية شاملةكي يمكنها من التحكم بمستقبل الشرق الأوسط.