مكانة سوريا في المدرك الاستراتيجي الروسي بعد عام 2000

الملخص AR

بعد وصول الرئيس (فلاديمير بوتين) إلى السلطة في روسيا الاتحادية عام 2000 اخذت العلاقات الروسية-السورية تشهد تطورا ملحوظا في جميع الأصعدة إذ إن روسيا وجدت في علاقاتها هذه بوابة للتحكم بمجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط و بالذات منطقة (المشرق العربي) التي تعتبر سوريا أهم دول تلك المنطقة التي تتمتع بموقع جغرافي مميز يساهم في عودة الدور الروسي إلى الساحة الدولية لكون المنطقة ذات تأثير كبير في توازن القوى الدولية.

أن العامل الاستراتيجي هو أساس التوجه الروسي نحو سوريا وذلك أن الأخيرة حليف استراتيجي وموطئ قدم لروسيا في المنطقة العربية من حيث وجود القاعدة البحرية الروسية في ميناء اللاذقية.

إن الأزمة السورية التي لها تاثير على مستقبل التوازنات الاقليمية تعبر عن حالة ضبابية تتشابك فيها المواقف الدولية ما بين قوى داعمة للنظام السوري كروسيا و إيران وقوى معارضة للنظام السوري مثل أمريكا و الغرب إلا أن مجريات الحداث كشفت نجاح الدور الروسي في ترسيخ مدركه الاستراتيجي للتمدد و الهيمنة في المنطقة غير أن مستقبل سوريا سيبقى معتمدا صيغة توافقية بين القوى الاقليمية الفاعلة في النظام الاقليمي و بين القوى الكبرى الفاعلة في النظام الدولي.