تأثير الحروب على المجتمع : أطفال الشوارع أنموذجا

الملخص AR

ان حقوق الإنسان تشمل العالم بأجمعه الا ان الفئة العمرية الذين لا تزيد أعمارهم عن الثامنة عشر يعدون الفئة الاكثر عرضة للمساس و للانتهاك لحقوقهم الإنسانية خاصة في اوقات الحروب و الصراعات الاهلية و النزاعات المسلحةو غلى الرغم من تعدد و تنوع تلك الحقوق خاصة فيما يتعلق بالصحة و التعليم الا انها تعد بمثابة الاحتياجات الضرورية للعيش بكرامة كبشر كالحق بالحماية من كل ما يمكن ان يدمر حياة الطفل و استقراره و مستقبله كالاستغلال التجاري و الجنسي و حق الطفل بالحياة الاجتماعية السوية المستقرة التي تمنحه حق المشاركة الفاعلة لتطوير الذات و بناء الشخصية السوية و في نهاية الامر تصب جميعها في بوتقة واحدة تدعى "حقوق الاطفال "ان موضوع البحث يتمحور بصورة رئيسية حول اطفال الشوارع و خاصة في ظل الحروب و النزاعات المسلحة.

ان هؤلاء الاطفال هم نتاج مشكلة الفقر أو الإهمال من أسرهم أو الهروب من العقاب او الحروب وويلاتها ان ما يراه الغالبية العظمى من المجتمع فيهم يتمركز حول منظرهم الخارجي الرث المتسخ حيث يكون رد الفعل اما بالتعاطف معهم بإعطائهم مساعدة او الاشمئزاز منهم.

الا ان الواقع الانساني يفترض ان هؤلاء الاطفال المشردون لهم نفس حقوق الطفل من حيث كرامته و حقه في الحياة الكريمةوسط دفء و رعاية و حنان الاسرة فضلا عن مستقبل واعد لكونهم طاقة بناءة يمكن أن يستفاد منها لتطوير و بناء الوطن فيما اذا احسن احتوائهم و توجيههم فهم ليسوا أطفالا منحرفين بطبيعتهم وأن عدم رعاية وحماية الطفل و تركه بلا مأوى يعد ذلك بمثابة مشروعا لإعداد مجرم كبير حيث يلجأ هذا الطفل للشارع و يتعلم لغته و سلوكه و يصبح فريسة سهلة لدخول احتراف عالم الجريمةبمختلف صورها فالأطفال جواهر ثمينة كلما حافظنا عليها كلما ازداد بريقها هم طاقة المستقبل و الأمل المنتظر.

الجانب الاخر الذي تمحور حوله البحث بتسليط الضوء على الحروب التي اجتاحت بلادنا العربية و تأثيراتها على مستقبل البلاد.

ان غالبية الحروب في السنوات الاخيرة اصبحت ذات نزعة داخلية ترتكز في محور نزاعاتها على الطائفية الدينية فخلال العقديين الماضيين ادخلت الشعوب العربية في دوامة صراع الاقليات و الطوائف و قداسهم النظام الدولي في تشكيل بيئة حاضنة لنمو و تطور أزمة صراع الأقليات و الطوائف في المنطقة لما للمنطقة من اهمية اقتصادية و استراتيجية بالنسبة الى القوى الكبرى المهيمنة على النظام العالمي.

و الفئة الاضعف في تلك الحروب و النزاعات الاهلية تتمثل في الاطفال لكونهم قليلي الوعي و التمييز نظرا لصغر سنهم و سهولة السيطرة عليهم من قبل المجاميع المسلحة التي ينعدم لديها الوازع الديني و الاخلاقي فضلا عن انعدام الخشية من الملاحقة القانونية لانعدام الاستقرار السياسي و ما يرافقها من عوامل الفقر و التخلف و الامية و التي بمجملها تلعب دورا رئيسيا في استغلال و تجنيد أولئك الاطفال فبين دعم مادي مهول و تمييزهم و اثارة حماسهم بتدريبهم على مختلف الاسلحة و تزويدهم بها يتم تجنيدهم و تدمير مستقبلهم.

ان ماينتظر هؤلاء الاطفال من مصير مظلم يتراوح بين القتل و الاوبئة الفتاكة و الاستغلال الجسدي بأنواعه و التحول لمجرمي حرب حيث لا حاضر و لا مستقبل لهم.